لديك رسالة في صندوق الطعام!

781

 

بقلم/ منى فتحي

أتفق معك تمامًا.. حين تجد أن “لديك رسالة في صندوق الطعام” عنوان غريب لمقال. العنوان هنا عبارة عن مزيج من اسم الفيلم الهوليودي ” “you’ve got mailو الفيلم البوليودي”the lunch box” حين تقوم بترجمة العنوان الأول سيصبح لديك رسالة، بينما ترجمة العنوان الأخير هي صندوق الطعام، بمزج بسيط سنصل الى “لديك رسالة في صندوق الطعام”.

دعني الآن أخبرك سبب اختياري للفيلمين سابقي الذكر بالتحديد، السبب “المراسلة”، حبي وشغفي بها الذي يجعلني أرغب في الكتابة عنها من خلال الأعمال الفنية، ما بين قديم وجديد، جميعها تدور في فلك المراسلة وكيف أثرت في حياة من مارسوها.

أبي طويل الساقين / Daddy long legs
رواية قصيرة أقرب لقصة طويلة، كتبتها الكاتبة الأمريكية “جين وبستر”، ونشرت لأول مرة عام 1912.
تدور أحداث الرواية في فلك إنساني رومانسي، حيث تحكي الرواية عن “جيروشا آبوت”، الفتاة اليتيمة التي نشأت في إحدى دور الرعاية، وأتمت في تلك الدار دارستها الثانوية، وبقيت بها، إلى أن تكفّل السيد “سميث”، أحد متبرعي الدار، بكامل مصروفاتها الجامعية، فخرجت من الدار للمرة الأولى، في رحلة دراستها الجامعية، لم يصحبها في تلك الرحلة إلا عدد كبير من رسائل أرسلتها للسيد “سميث” تحكي له فيها عن تفاصيل حياتها اليومية، إلا إنها لم تتلقَ إلا عددًا محدودًا من الرسائل، بها ردود مقتضبة جدًا.

 

للحكاية تفاصيل أخرى، ستعرفها فور قراءتك للنص الأدبي، أو مشاهدة مسلسل الرسوم المتحركة المأخوذ عن الرواية الذي يحمل نفس عنوانها “Daddy long legs”، وقد دبلج لأكثر من لغة، ومنها العربية تحت عنوان “صاحب الظل الطويل”، ولكني أنصحك بقراءة النص الأدبي أولاً.

 

The shope around the corner / You have got mail

شاهدتُ مؤخرًا الفيلم الأمريكي The shope around the corner الذي عرض لأول مرة عام 1940، لأجده نسخة سابقة للفيلم الرومانسي الرائع الشهير You’ve got mail الذي عرض للمرة الأولى عام 1998. يرجع الاختلاف الطفيف بين الفيلم الأول والفيلم الأخير إلى عامل الزمن.

هنا تدور الأحداث حول اختلاف العلاقة القائمة بين أبطالنا من خلال الرسائل، والعلاقة الناتجة عن التواصل المادي المباشر، فالأولى يسودها الود والحميمية، بينما الثانية تتسم بالتنافر والعداء، إلى أن تتضح الصورة كاملة، حين تُكْشَفْ كل قطع الأحجية لطرفَي تلك العلاقة التي نستطيع هنا أن نصفها بالعلاقة المعقّدة، لينتهي الفيلم بالنهاية السعيدة المتوقعة.

Mary and Max
واحد من أروع أفلام الرسوم المتحركة التي شاهدتها، أحداثه مأخوذة من قصة حدثت بالفعل، ما أعطى للفيلم ثقلاً وأهمية كبيرة.
فيلم إنساني من الدرجة الأولى، يخرج بنا من دائرة الرومانسية المعتادة، ليدخل في خفايا النفس السوية، وأيضًا تلك التي تحمل شيئًا كبيرًا من الاختلال.

تدور أحداث الفيلم حول الفتاة الصغيرة “ماري”، التي لا تجد في حياتها متعة أو هدفًا أو أصدقاء، فتلجأ للمراسلة عن طريق اختيار عشوائي من خلال دليل الهاتف لعنوان “ماكس”، ذلك الكهل الذي يعاني من اختلال عقلي واضح، سبّبَ صعوبة شديدة في التواصل مع الآخرين.

تنشأ صداقة قوية بين الكهل الخمسيني والطفلة، حيث يجد كلاً منهما في الآخر صديقًا وفيًا، يستطيع مشاركته تفاصيل حياته ويجد لديه الاهتمام المطلوب، هنا نرى بوضوح مع تطور أحداث الفيلم ما سبق وتحدتث عنه في البداية، تحوّل المراسلة من هواية إلى عادة إلى احتياج.
فيلم أرشحه بشدة في بداية قوائم المشاهدة، لمن لم يشاهده بعد.

The lunch box
فيلم بوليودي يختلف كل الاختلاف عن كل ما قدمته بوليود من أعمال، حيث لا رومانسية ولا رقصات وأغاني ولا أكشن ولا حتى ألوان مبهرجة، كما اعتدنا أن نرى في الأفلام الهندية.

الفيلم ببساطة يبدأ عن طريق الصدفة، حين تجد زوجة عادية كأي زوجة تراها حولك فتور العلاقة بينها وبين زوجها، فترسل صندوقًا يحمل وجبة شهية مختلفة لزوجها، كي يتناولها وقت الراحة. يصل الصندوق بالخطأ لموظف خمسيني وحيد، يقرر أن يتناول الطعام المميز ولا يصلح خطأ عامل التوصيل كل مرة، بل يبعث لها برسائل بها ملاحظاته عن الطعام بعد أن تناوله عن آخره، إلى أن تقرر الزوجة أن ترسل له صندوقًا فارغًا من الطعام يحمل رسالة مقتضبة، وتخبره أنها سترسل له كل مرة صندوقًا فارغًا، لتبدأ بعدها سلسلة من الرسائل المتبادلة، تجد فيها الزوجة شغفًا جديدًا يبعدها عن دور الزوجة المهملة، ويجد فيها الموظف الخمسيني ونسًا يدفئ أيام وحدته الطويلة، إلى أن يقررا اللقاء يومًا، ويرتِّبا موعدًا بالفعل، ولكن بطلنا هنا ينسحب، لتظل العلاقة قائمة على الرسائل فقط. وتُعد تلك النهاية -من وجهة نظري- أفضل نهاية ممكنة للفيلم، حيث تخرج به من فخ كليشيهي توقعه الجميع.

أتمنى أن تجد المتعة والفائدة في القائمة السابق ذكرها.

 

أفلام في حب الجوابات والمراسلة

 

المقالة السابقةزمن التنمر الجميل
المقالة القادمةإزاي يكون ابني ضد التنمر؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا