يرى أدلر عالم النفس الشهير أن كل شخص لديه مشاعر نقص بدرجة ما، أحياناً تقودنا هذه المشاعر إلى العمل بجد ونشاط فنتفوق، وأحياناً تكون شديدة وغامرة لدرجة تؤدى لتجنب الحياة والعمل تماما. قدر أدلر في أحد أبحاثه أن نسبة من يعانون من التقييم السلبى للنفس يصل عددهم لنحو 95 %.
إن مشاعر الدونية والإحساس بتدني القيمة الشخصية يعد أخطر مشاعر تواجهنا وأكثرها شيوعاً وألماً. يغذي هذه المشاعر المقارنات التي نقوم بها. والتي غالباً ما تجعلنا نقارن أنفسنا بأشخاص فى ظروف أفضل منا -دون مراعاة الفروق في السمات الشخصية، والخبرات السابقة، والموارد التي أتيحت لهم، والزمن الذى استغرقوه لتحقيق ما هم عليه- فنشعر بالشفقة على الذات، والدونية. وربما نشعر أننا بلا قيمة ولا نستحق الحياة. يغذى هذه المشاعر أيضاً اللغة السلبية والناقدة التى نتحدث بها لأنفسنا -متصورين أن هذا يدفعنا لتحسين آدائنا- بالإضافة للتركيز على السلبيات وعلى الأمور التي تنقصنا أكثر من رؤية الإيجابيات المحيطة بنا والنجاحات التى حققناها.
أصعب ما في الأمر أن تتحدد قيمتنا بمدى قبول الآخرين لنا، مدى احترامهم لنا ورضاهم عنا، وبالتالى تتحدد سعادتنا ورضانا عن أنفسنا بحجم رضاهم عنا. فكلمات التقدير والتشجيع منهم تعني أن "الحياة بقى لونها بمبى". وكلمات النقد أو حتى التجاهل تعنى أننا بلا قيمة وأن الحياة لا تستحق أن تعاش.
كان أحدهم في طريقه إلى عمله مستقلا الأوتوبيس، عندما تلقى اتصالا من مديره يعنفه على خطأ ما قد اقترفه. بعد انتهاء المكالمة لاحظ أن مشاعره تغيرت وأنه متلخبط وحزين لأن مديره الآن غير راضى عنه. بعد عدة دقائق قام هذه الشخص بعمل حوار مع نفسه وتسائل لماذ أنا حزين إلى هذه الدرجة وأشعر بأننى بلا قيمة وأن الحياة لا طعم لها.
وهل يصح أن مكالمة من شخص أحترمه وأقدره تجعلنى أشعر بهذه المشاعر؟ لاينبغى أن تؤثر آراء الاخرين -حتى وإن كنت أحبهم وأثق بهم- فيّ بهذ الصورة، فكلمة ترفعنى للسماء وكلمة أخرى تردينى أرضاً.
وهل يصح أن مكالمة من شخص أحترمه وأقدره تجعلنى أشعر بهذه المشاعر؟ لاينبغى أن تؤثر آراء الاخرين -حتى وإن كنت أحبهم وأثق بهم- فيّ بهذ الصورة، فكلمة ترفعنى للسماء وكلمة أخرى تردينى أرضاً.
إن الضامن لاسقرارنا النفسى هو أن نستمد قيمتنا من داخلنا، من كوننا خليقة الله، الأعزاء لديه وأننا مقبولون ومقدرون كما نحن في ذواتنا. إن سلامنا الداخلي وثقتنا بأنفسنا يجب أن تنبع من داخلنا لا من رضا الآخرين عنا.