قلت أبصّ ف المراية

1235

بقلم/ حجازي سعد

ف الحقيقة، لمّا فكرت أكتب موضوع عن “المرايا”، بصراحة معرفتش هكتب إيه بالظبط! فقلت لنفسي: “اللي يسأل جوجل ما يتهش”.

كان فيه حاجتين واضحين في دماغي مرتبطين بكلمة “المراية”؛ أغنية وجيه عزيز وكلمات علي سلامة، بنفس الاسم. والتانية “مرآة إرسيد”، اللي ظهرت في سلسلة كتب هاري بوتر، “الجزءالأول: حجر الفيلسوف”. والغريب إن الفكرتين دول، أنا ارتبطت بيهم، نوعًا ما، في مرحلة ما من مراحل حياتي.

***

“قلت أبصّ، ف المراية

يمكن أكون إحلوّيت..

فضلت داير أبصّ..

ما خلّيتش ولا مراية ف البيت..

ف الحمام.. ف الأوضة.. ف دولاب

أو متعلّقة ع الحيط

شُفت..

سكتّ شوية،

وبعدين اتخضّيت..

معقولة العمر ده كلّه

زيّ ما رُحت.. زيّ ما جيت

معقولة أنا عمري ما فكّرت،

ولا اتغيّرت..

ولا حبّيت..

وإزايّ ساكت على روحي ده كلّه

وليه استنّيت؟

يا ريتني ما كان عندي مراية..

ويا ريتني ما بصّيت”

 

الكلمات دي، في وقت م الأوقات، كانت بتعبّر عني بشكل غريب.. الواحد زمان، مش من زمان قوي يعني، كعادة نهايات فترة المراهقة، الواحد بيقف مع نفسه، بيشوف هو عمل إيه، وهيعمل إيه.. كان إيه، وبقى إيه.. وكالعادة برضه مع شخص ميّال بطبعه للإحباط والكآبة، بيلاقي النتيجة صفر كبير.. البنت اللي كان مرتبط بيها، سابها، وقلّة الشغل وغياب الاستقلالية المالية كان ليه عامل كبير ف الزحلقة على درابزين الاكتئاب، وبيخلّيك كل ما تشوف نفسك ف المراية، تبصّ لنفسك من فوق لتحت، وتسيبك وتمشي.

يشاء القدر إني أسمع المعلم وجيه عزيز، بصوته الغريب، والعود بتاعه اللي مليان شجن، وهو بيغنّي الأغنية دي.. يوميها حسّيت إنّي أنا اللي بغنّي وبقول كل اللي جوايا، فببساطة أدمنتها.. هييييييح أياااام..

 

ف عزّ الأيام دي، دخل عليّا أخويا الكبير، وهو شايل مجموعة كتب، ومطّلع كتاب بيقول عليه، إنه بتاع أطفال، وباع نُسخ ف العالم، أكتر ما باع الكتاب المقدس، كان اسمه “هاري بوتر وحجر الفيلسوف”. فتحت الكتاب، وشدّني عنوان الفصل الأول: “الطفل الذي نجا”.

وهاري بوتر ده للي مايعرفش، طفل يتيم، بيعيش حياة بائسة زي الحالة اللي كنت فيها أياميها، بيكتشف إنه ساحر.. وواحدة واحدة، لما يتعرف على قدراته السحرية، الحياة بتبدأ تتغير للأحسن.

كنت بأحسد البطل ده، وبأتمنى إني ف يوم وليلة أبقى زيّه وأكتشف ف يوم إني ساحر. كنت دايما -ولا زلت في أوقات كتير- بأحلم إني مكانه.

مع هاري بوتر، قريت عن مراية “إرسيد”، المراية اللي بتقدر توريك أعمق رغباتك الدفينة وأكتر المطالب المستخبية جوّه قلبك، مش بتوريك المستقبل، دي بتوريك إنت لو بصيت لنفسك ف المراية هتشوف إيه.. هتوريك اللي إنت عايزه، ومش عارف تحققه.

حلمت كتير أياميها، إني واقف قدام المراية دي، وبفكّر أنا ممكن أشوف إيه! هشوف، واحدة بتحبني، وبحبها، مخبيّة وشّها بشعرها الكيرلي، وواخداني ف حضنها.. وأنا بضحك، وشايل “العود” بتاعي، وبأحيّي الناس الواقفة قدامي، وجنبنا بنوتة صغيرة بتلعب وبتبص علينا.

دلوقت، أنا ومراتي -اللي طلع شعرها كيرلي فعلا- مستنيين البنوتة بتاعتنا جايّة ف الطريق 🙂

***

مرآة إرسيد أو ERISED هي الكلمة المعكوسة لـ “DESIRE”/ الرغبة.

المقالة السابقةعفاريت اللعبة
المقالة القادمةبلا هم
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا