قالوا عن المرأة: مبتعرفش تسوق

1347

مي فتحي

من يوم ما بقى عندنا عربية، فيه حاجتين بجادل أنا وجوزي فيهم أغلب الوقت.
الأولى إنه أخد ثقة في نفسه، وده بالرغم من إنه شيء كويس، بس مش لازم ينسى إن الطريق ملوش عزيز، وهو بيقولي إن ما دام رجله على الفرامل يبقى كله تمام.

والتانية إني رافضة تمامًا إن كل ما يقابل حد ماشي قدامه أو جنبه مبيعرفش يسوق، بكل تلقائية يعلق ويقول: “أراهنك إن اللي سايق ده ست؟”.

الأولى خلاص مبقيتش بجادل معاه فيها، لأسباب كتيرة، منها التعود والثقة فيه.

أما الحاجة التانية دي بقى هي اللي لسة موصلناش فيها لحل وسط.

جوزي بيقولي إني مقدرش أنكر إنه بيشتم كل اللي بيسوقوا وحش وبيخالفوا القواعد، سواء رجالة أو ستات.. وأنا حقيقي فعلًا مقدرش أنكر إنه عادل في الموضوع ده.
لكن كمان مقدرش أنكر إني بحس إن الجملة اللي فوق دي بتضايقني جدًا.
والأكتر بقى إن فيه جمل تانية سمعتها بنفسي ببساطة، من أكتر الجمل عنصرية ضد الستات.
وطبعًا دي عنصرية من النوع الخفي، اللي الناس بتمارسه وهمّ مش عارفين.

مرة ركبت مع سواق تاكسي وقالي بالنص: “أنا مش فاهم الستات عايزين يسوقوا ليه! ما التاكسيات موجودة أهي، إنما همّ مُصرّين يسوقوا ويبوظولنا الطريق، لأن الست مهما عملت عمرها ما هتسوق زي الراجل”.

وفيه جملة تانية مش متأكدة بالظبط سمعتها فين، لكن فاكراها كويس، كانت بتقول تعليقًا على واحد سايق وحش: “أهو الراجل ده مثلًا سايق سواقة ستات”!

 

الحقيقة إني كنت هتجنن.

أنا هنا مش في موقف نفي طريقة السواقة الوحشة عن الست، وإني أقول إنها رائعة في سواقتها، لكن أنا هنا في موقف إثبات الفشل في السواقة على الكل، سواء راجل أو ست.

محدش في مصر بيسوق كويس، ولا بيسوق صح، (والصح هنا أقصد بيه اتّباع القواعد المرورية البديهية اللي كل العالم ماشي عليها.. إحنا لينا قواعدنا الخاصة). الطرق مش مساعدة آه، الزحمة قاتلة طبعًا، الناس مش ملتزمة يجوز.. وأسباب تانية كتير.

لكن الأكيد إن مفيش مبرر واحد يخلي أي حد يقول على واحد لسة كاسر عليه وملبسه في الحيط، إنه بيسوق سواقة ستات! عشان مفيش ست جت وقالتله والنبي لتكسر على الأخ اللي جنبك ده زي ما أنا بعمل طول الوقت!

كل الظروف السيئة في الطريق سيئة عليك وعليها، وكل الأخطاء اللى بتحصل أثناء السواقة نسبة اللي بيرتكبوها من الرجالة أكتر من الستات، وكل الحوادث اللي بتحصل على الطرق دي أغلب اللي بيعملوها رجالة على فكرة.

وبالتالي لو فيه أصلًا خطأ حصل من واحدة ست يبقى الأجدر إننا نقول إنها “بتسوق سواقة رجالة”.. ها؟ إيه رأيكم لما نستخدم وصفكم الإنساني كبديل للشتيمة؟ هتتبسطوا كده؟!

آه على فكرة.. إنت لما بتقول جملة من اللي فوق دول فإنت بتستخدم وصف “ست” يا إما ضمن سُبة يا إما على إنه سُبة في حد ذاته.

هو خلاص ضاق بيك كل قاموسك اللغوي في الشتائم والتشبيهات وملقتش غير الست اللي تلزق فيها كل حاجة متعجبكش؟!

“ده بيسوق سواقة ستات”، “ده كلام نسوان ملوش عازة”.. وغيرها من الجمل اللي الرجالة بيعتبروها بينهم وبين بعض شتيمة لو اتقالت عليهم (ده غير طبعًا الشتايم الصريحة والمباشرة اللي مجالها مش هنا).. فإيه بقى؟!

يمكن الحل يكون بأن الستات تحسّن من طريقة سواقتها أكتر عشان محدش يبقاله حجة؛ (إحنا فعلًا بنضرب لخمة أكتر من الرجالة في الطريق)، لكن الحل الأسرع هو إن الرجالة يبطّلوا يستخدموا الجمل دي ويدركوا معناها، لأن للأسف إحنا لما بنتعود في نظرتنا على حاجة صعب نغيرها، حتى لو اللي قدامنا بطل يعملها.

عزيزي الرجل السائق.. رفقًا بأعصابك شوية، حاول تخرج برة فقاعة الرجالة المثالية اللي مبيغلطوش، ودوّر لنفسك على حد تاني غير الست تلزق فيه أخطاءك وأخطاء بني جنسك اللي بيعملوها بكامل إرادتهم ووعيهم.. وسيب الست تسوق في حالها.

 

المقالة السابقة10 أشياء يحتاجها طفلك منك
المقالة القادمةالنوع: ذَكر.. الوصف: مش راجل
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا