لسبب أو لآخر، ابتديت ألاحظ إني لما بتكلم مع أصحابي القدام عن خططنا وأحلامنا للفترة الجاية، بنتكلم عنها بثقة ضعيفة، ويقيننا في إمكانية تحقيقها قليل، وبقى حماسنا وإحنا بنحكي عن التفاصيل مع الوقت بيقل وينقص، ولما نيجي نقول جملة عن اللي نفسنا نعمله قدام شوية، نلاقي في الجملة كلمات كتير زي إذا/ ولو / ويمكن/ واحتمال/ ولو قدرت/ ولو نفع... كلمات كتير كل اللي بتعمله أنها بتخلي الحلم بالمستقبل احتمال/ مجرد احتمال.. ومش في إيدينا!
يمكن جزء كبير من ده بيرجع لأننا في الأساس مكناش جيل اتربى ومعاه حريته الكاملة في الاختيار، دايما كان في أب له تفضيلاته في الكلية اللي يروحها أولاده، وتنسيق بيوزعنا حسب المجموع والجغرافيا، وأعراف تشجع البنت تدرس حاجة وتستبعد حاجات، وخط سير إجباري للحياة بيبدأ بعد الكلية بالجواز والإنجاب وتربية الأولاد ومذاكرتهم والاهتمام بالبيت والزوج إلى ما شاء الله.. ساقية ماشية في الغالب غصب عننا، وإختيارتنا فيها قليلة ومش محورية..
أول خاطرة فضلت ملازماني لمدة طويلة بعد ما ناقشت الماجستير، كانت إن ده نتيجة لاختيارات وأحلام قديمة، قديمة جدا في الحقيقة.. وده أصابني بما يشبه الصدمة، أومال اللي أنا بعمله دلوقتي ده هيوديني فين!
هو النهارده بجد هو اللي هيحدد شكل بكره!! أومال أنا مش مركزة ليه؟!
أنا عارفة ومدركة تماما أننا طول الوقت مرتبطين بخطط ناس تانية معانا في دوايرنا، وعندنا ظروف وأحداث يمكن مش بتخلي خططنا تمشي بنفس الدقة والترتيب اللي بنتمناه، كل ده طبيعي ومتوقع، لكن المشكلة لما بنستسلم لكل ده، ونبقى قصاده مسلوبين الإرادة تماما، نبقى مجرد عدد في الساقية، بنقوم بشوية الأدوار المتوقعة منا لحد اللحظة اللي هنلاقي فيها الموج حادفنا لبر بعيد لوحدنا، لا اخترناه ولا عارفين نبدأ من عنده..
المستقبل – اللي بيبدأ من دلوقتي حالا- لازمله أكون مركزة في يومي وفي بكرة، ومقررة بوعي تماما أولوياتي وحدود قدرتي على التنازل، عشان لما بكرة وبعده وبعده يعدوا، وألاقيني بعد عشرين سنة، محققتش حلم.. ومعملتش حاجة.. ساعتها مش هينفع ألوم حد غير نفسي..
المستقبل.. أنتي اللي بتقرري فيه إيه، ممكن تقرري تشتغلي أو تتفرغي للبيت، تكملي دراسة أو تعملي مشروع أو توقفي كل ده لحد ما أولادك يكبروا..
المهم أنك تكوني مدركة دلوقتي في اللحظة دي، أن بكرة اللي بيعمل مستقبلك، وأنك لازم تقرري بنفسك ولنفسك.. بكرة هيكون فيه إيه؟
مقالات اخرى في قسم الشكمجية