"وي هيوي" كاتبة صينية، روايتها "شنغهاي بيبي" اُحرقت في الصين ومنعت ولكنها فيما بعد ترجمت إلى أكثر من 20 لغة.. عملت فترة كصحفية ثم محررة تليفزيونية.
لن أتحدث عن الرواية.. فقط أنصح بقراءتها، فالكلام سيعجز تمامًا عن وصف روعة الرواية، سأقول لكل فتاة تكتب إن هذه الرواية تتحدث عنها في فترة ما.. عن لحظات الكتابة، عن إحساس الذنب تجاه الحبيب، البحث عن الذات، عن اللحظات الأنانية، وعن الاحتياج الجنسي، وعن لحظات الحب، عن أوقات ما قبل الصعود والشهرة، القلق والإصرار والموهبة.
الرواية منقسمة إلى عدة فصول، وقد أخبرتكن أني لن أتحدث عن الرواية.. سأتحدث عن المقتبسات التي تبدأ بها هيوي فصول روايتها، اختياراتها الذكية، المرهفة والحائرة، والتي تمس كل أنثى تجعلني كثيرًا أفتح الرواية وأقرأ هذه المقتبسات.. لذا سأشارككن هذه الجمل، إليكن سيداتي آنساتي.. وحدكن.
"حسنًا، العالم مليء بالقضايا النبيلة وبالمشاهد الرائعة التي ينبغي اكتشافها، لكن كل ما أريد أن أفعله الآن حقًا.. هو أن أجد حبيبًا آخر" جوني ميتشيل.
من منا لم تشعر بأنها تود ترك كل شيء مهم وجميل وتبحث عن حبيب؟ من منا لم تكن تلتقي الكثيرين في المقاهي أو المحال وتبحث بعينيها عنه/ الحبيب؟
ومن منا لا تود -أحيانًا يعني- أن تترك حبيبها الحالي وتبدأ من جديد؟ أعلم أن كثيرات يخجلن من الجهر بذلك، لكننا في لحظات نقترب من هذا الإحساس، أن نبدأ من جديد.. لا نفكر في أي شيء سوى روعة البدايات.
"وتذهب الفتيات الطيبات إلى الجنة، أما الفتيات السيئات فيذهبن إلى جميع الأماكن" جيم شتاينمان.
أبتسم وأنا أقرأ هذه الجملة لسببين، أولهما أتذكر إفيه فيلم "صايع بحر" عندما سأل حنتيرة أمه "اللي بيكدب بيروح فين؟" قالت له أمه "اللى بيكدب بيروح مارينا".
والسبب الأخر أننا كثيرًا ما نحسد الفتيات السيئات، وتعريف سيئات هو: أنهن يفعلن ما يحلو لهن، بلى.. فحسب تربيتنا الغريبة فإن التي لا تسير في القطيع فهي بالتأكيد "مش كويسة"، من لا ترتدي ملابس طويلة فضفاضة فهي بالتأكيد مؤذية وتنفث النار في سقف حجرتها ليلاً، والتي لا تقبل بأي عريس "عشان تتجوز وخلاص" وتلحق ركاب الناجيات من لسان الناس هي بالتأكيد "عايزة تفضل ماشية على حل شعرها" أو هي بالفعل "ماشية مع واحد".. مش بتحب مثلاً أو عايزة تختار صح! هؤلاء ساحرات شريرات خاصة اللاتي يدخّن أو يخرجن ويسافرن وحدهن، نحسدهن كثيرًا، يجب ان نعترف، فهن يذهبن إلى كل الأماكن بالفعل.
"إن المرأة التي تختار مهنة الكتابة تفعل ذلك غالبًا لتجعل لنفسها مكانة في المجتمع الذي يهيمن عليه الذكور" إريكا يونج.
حقيقة علمية.. كثيرات يجدن متنفسًا لهن في الكتابة.. نحن نكتب لنكن هنا في هذا العالم، نحكي عن أنفسنا وأمنياتنا وآرائنا في الزوج والأم والتربية والساسة، طالما لم نصل لكراسي البرلمان أو حتى مكاتب المجالس المحلية فنحن نفعلها هنا في الصفحات الـ"وورد" وعلى المواقع الإلكترونية والمدونات، نكتب عن ذكريات حتى لا ننساها وعن أمنيات حتى نظل نتذكر أننا نعيش من أجل تحقيق شيء ما منها، نكتب لنثبت لهم أننا هنا معهم في الحياة.
"ثمة تسعة عشر رجلاً يعيشون في حارتي، ثمانية عشر منهم حمقى.. وكان الوحيد الذي لم يكن أحمق، مزعجًا للغاية" بيسى سميث.
لا مفر.. ثمانية عشر أحمق والتاسع عشر مزعج.. يبدو أن هذا نصيب الكثيرات مننا، وتجد نفسها مجبرة على الاختيار؛ معظم الرجال -لن أقول جميعهم عشان التعميم غير مستحب- حمقى بالفعل، يقولون إننا صعب إرضاؤنا وفهمنا ونحن أبسط من ذلك.. هم يتعمّدون ذلك حتى لا يقدموا شيئًا ولا يبذلوا أي مجهود.. أكرر: معظم الرجال، أما القلة الباقية فهم ملائكة.
"الحياة الجنسية الصحية أفضل شيء في العالم بالنسبة لصوت المرأة" ليونتين برايس.
لا تعليق.. مجرد فكرة تراودنى عند قراءة هذا المقتبس: كل المطربات -اللي صوتهم حلو- يحصلن/ أو حصلن على حياة جنسية صحية! أم كلثوم مثلاً!
"كل امرأة تعشق فاشيًا، حذاء في الوجه وقلب غليظ وفظ لشخص جلف مثلك" سيلفيا بلاث.
هي اللي قالت.. هل نحن بالفعل ننجذب للرجال الفظين القساة؟ ماذا عن الطيبين الذين يهتمون بنا القلائل الذين يقدرون؟ هل نتركهم أم لا نصدق ونظن أن هناك خدعة؟ أم نحن بالفعل ببساطة نعشق الرجل المفتري.
"امنح فتاة حذاءً لائقًا، عندها تستطيع أن تغزو العالم" مارلين مونرو.
نعاني جميعًا بنات وسيدات، حتى البنات الصغيرات مثل ابنتي، ضعفًا خاصًا تجاه الأحذية.. لنسمِّه هوسًا، نشتري عدة أحذية في موسم التخفيضات في بداية الصيف مثلاً، نتباهى بالألوان والمانيكير في أظافر أقدامنا.. في الشتاء نجيد اختيار الشرابات.. كلما كان مظهر قدمي جميلاً أحسست بالثقة وأنا أسير في الشارع.. صدقت العظيمة مونرو.
"لا تقبلي أن يوصلك رجال غرباء بسياراتهم، وتذكري أن الرجال جميعهم غرباء كالجحيم" روبين مورجان.
بالتأكيد هي نصيحة ذهبية، ببساطة لا تدعي أحدهم يوصلك لمكان ما، فستتعرضين للتحرش أو الاغتصاب أو الاستغلال بشكل ما، ولكن ما وراء النصيحة نصيحة أهم: لا تجعلي أي أحد يتدخل في حياتك ولا تمنحيه أكثر مما يستحق، عامليه كغريب.. ولا تنسي أن كل الرجال غرباء، جملة عنصرية ولكنها حقيقية كثيرًا.
"سعادة الرجل: أنا سوف.
سعادة المرأة: هو سوف".
نيتشه.
"وى هيوي" كتبت هذا المقتبس عن نيتشه في فصل تحت عنوان "غرام أم هيام؟" تسرد فيه حالة عاشتها مع حبيبها في ظروف نفسية قاسية وصراع داخلها.. وسؤالها يجيب عن صراعها الداخلي، هل هى تحبه أم تهيم به؟ فالإجابة تحصيل حاصل، ومهما حدث فهي تحبه هو وحده.
أما عمنا نيتشه فلخّص الفارق بين سعادة المرأة والرجل، فسعادته تتمحور حول ذاته، وماذا سيفعل، ومقدار نجاحه في تحقيق أهدافه، أما المرأة فهي حسب تربيتها أو عاطفتها تنصب أهدافها التي ستجعلها سعيدة حول ما سيفعله الرجل، سواء لها ليسعدها أو لنفسه ليسعد ذاته.
مقتبس ضايقني كثيرًا ولكنه حقيقي جدًا.. لنعش حياتنا لنا ولتصبح سعادة المرأة: "أنا سوف" أو كما قال حكيم "أنا اللي بكرة هبقى".

اقرأ أيضاً: الشيطان والفيل الأزرق

اقرأ أيضاً: الشيطان والفيل الأزرق
اقرأ أيضاً: أثقل من رضوى