عن الحب الأول.. الساذج

1039

أيات جودت

تم نشرة في 02/18/2015

 

 

“إن حبك الأول ليس حبك الأخير.. بل إن حبك الأخير هو حبك الأول”.

 

الجملة سابقة الذكر لإحسان عبد القدوس، معرفش إيه اللي فكرني بيها، يمكن على ذكر الحب وفبراير والفلانتاين والأحمر والقلوب والدباديب، وإذا ذُكرَت الدباديب ذُكرت جملة “بكل الحب هنتكلم عن الحب”، الجملة الأسامة منيرية الخالدة.

 

ذكرى أسامة منير فكرتني بأيام ثانوية عامة، اللي ودتني لمرحلة إعدادي، وبعدين حدفتني لخامسة ابتدائي تحديدًا، دي السنة اللي غيّرت فيها مدرستي اللغات الخاصة، لمدرسة تجريبية لغات. ودي برضو السنة اللي شفته فيها بيلعب كورة في حوش المدرسة، طويل وقمحي وشعره أسود ناعم.

 

من صغري وأنا بحب على نفسي من طرف واحد، عمري ما عشت قصة حب غير في الخيال، وكنت ببقى أجبن من إني أقول لولد إني بحبه، أجبن من إني أظهر نفسي قدامه، وعلى طول في دماغي إن الحب ده حاجة وحشة وحاجة عيب. فكنت بكتم المشاعر دي جوايا.. أو جوايا أنا وأصحابي.

 

مرة حكيت عنه لقريبتي اللي من سنّي، بعدها بسنتين اتقابلنا وسألتني أنا بحب مين دلوقتي؟ استغربت من سؤالها وقلتلها إني لسه بحبه طبعًا، استغربت هي أوي من كلامي وقالتلي هو إنتو اتكلمتو؟ قلتلها لأ، قالتلي إزاي طيب لسه بتحبيه؟ سؤالها بالنسبة ليّ مكانش له قيمة، لأن إيه اللي هيخليني أبطّل أحبه! بس انتبهت إني لازم آخد خطوة.

تعرفي على: قصة مسلسل سمرا: قصة الحب المستحيله، هل ستنتصر؟

من هبلي وعبطي، قررت إن أصحابي هم اللي هيتكلموا معاه، أنا دلوقتي مش فاهمة كانت إيه لازمة الحركة دي وليه مكلموش أنا بنفسي، خصوصًا وقتها أنا كنت غيرانة جدًا جدًا، وبعدها بقيت زعلانة جدًا، مش فاكرة إيه اللي حصل وقتها بس المهم إننا متكلمناش. وفضلت دي نقطة سودا بأنّب نفسي وأعاتبها بسببها لفترة طويلة من الوقت.

 

مرة المدرسة عملت مسابقة لكتابة القصة وقررت أشارك فيها، طبعًا كنت عايزة أسمّي البطل على اسمه، بس من كتر إحساسي إني مفضوحة كنت خايفة أخليه هو اسم البطل، فقررت أسمّيه على اسم صاحبه الأنتيم، بس مكانش هاين عليّ. فضلت في الصراع ده كتير أوي ومش فاكرة في الآخر أنهي فكرة اللي انتصرت، بس المهم إني أخدت جايزة تشجيعية وأنا أرجعت التشجيع ده له هو طبعًا.

 

فاتت سنين وهو اتخرج من المدرسة وأنا كمان اتنقلت لمدرسة تانية، بس فضلت صورته في خيالي لحد ما دخلت الجامعة، ووقتها ناس جديدة حلّت محلّه، وبعدين اشتغلت وناس تالتة حلّت محلهم، ودايمًا كنت بقف محلّك سر. بالصدفة اتكلمت مع زميلة دراسة وبحكيلها عن حبي للولد، لقيتها بتقولي إنتي متعرفيش اللي حصله؟ ده مات في حادثة عربية من كام سنة. عرفت يومها يعني إيه الزمن يقف كام ثانية كده، وافتكرت رخامة صحابي عليّ لما اتخرج من المدرسة ويقولولي إنه ممكن يكون خطب واتجوز أصلاً، إنتي مشفتيش فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”!

 

الملفت إن في كل مرة كنت بحب فيها من طرف واحد، وبقرّب فيها من الشخص اللي حبيته ده، ألاقيني بعدها بكرهه بجنون وبشوف عيوب مميتة في شخصيته بتخليني أبعد بكل قوتي. ما عدا مع الولد ده، كل ما أفتكره يكون بالخير دايمًا، أفتكر المرة الوحيدة اللي كلمني فيها كنت عشان عايزة أعدّي من حد مش شايفني فكان بيوسعّلي، ساعتها قلبي رقص ورجليّ كانت بتجري، كانت وقتها أسعد لحظة في حياتي.

 

مش عارفة هل سيرته اللي دايمًا بفتكرها عشان هو الوحيد اللي مقربتش منه، وكملت بقية الحدوتة من خيالي فحبيته أكتر؟ ولا عشان ندمانة إني كنت أجبن من إني أعمل أي خطوة حقيقية! في الحقيقة معرفش، وأظن إني عمري ما هعرف، بس اللي أعرفه إن ده شخص مجرد وجوده في الحياة كان بيفرّح قلب طفلة ساذجة وبيخليها تمشي ع السحاب، وإنه بقى عامل زي اللعنة فكل ما أفتكره أفضل أعيّط، والطفلة الصغيرة دي تطلع تاني تخبط عليّ وتقولي اقريله الفاتحة. قررت إني أتكلم عنه بصوت عالي أوي، يمكن يسيبني شوية في سلام، وأقولكم يا ريت لو تقروا لـ”وليد” الفاتحة، بحق ما كانت سيرته هي أسعد لحظة في حياة الطفلة الساذجة.

المقالة السابقةحب بطعم بأريع بنات
المقالة القادمةالحب هو..

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا