طلعت روحي.. دليلك لتحديد نوع علاقتك

1274

دفعني فضولي إلى البحث عن حلقات مسلسل “طلعت روحي”، لمعرفة سر إعجاب المشاهدين به، فتحت الحلقة الأولى، لأجدني قد تركت كل مسؤولياتي لمدة 5 أيام متتالية لمشاهدة المسلسل الذي لم أشعر بملل أثناء مشاهدته، وهو حدث نادر!

 

المسلسل يصنف من نوعية دراما الفانتازيا، ويدور حول “داليدا” الفتاة المدللة السعيدة، التي تفقد جسدها في حادث سيارة، فتكمل روحها في جسد “عاليا”، بحياة مختلفة، ولكنها تستطيع الاحتفاظ بروحها السعيدة، وتغيّر حياة “عاليا” ومَن حولها للأفضل.

 

المسلسل تمتع بالتصوير الجيد، اختيار جيد للممثلين وعلى رأسهم إنجي وجدان في دور “عاليا” وروح “داليدا”. إسلام إبراهيم في دور “تيسير”. وتامر فرج في دور “بكير الحلواني”. كما تمتع الحوار بخفة الظل والبساطة.

 

الأهم من وجهة نظري كانت العلاقات في المسلسل، والتي تنوعت لتشرح ببراعة “نظرية الحب”، التي وضعها عالم النفس الأمريكي روبرت سترنبيرج، والتي قسّمت الحب إلى أنواع حسب 3 عوامل رئيسية، وهي: العاطفة، الحميمية (المشاركة والاحتواء)، الالتزام.

 

وحسب احتواء العلاقة على بعض هذه العوامل يتحدد نوع الحب، والذي يبدأ من الحب الكامل أو المثالي، الذي يحتوي على جميع عوامل الحب، وينتهي عند حالة اللا حب، والتي تفتقد جميع العوامل، وإليكِ أنواع العلاقات التي وردت في المسلسل، والتي تأثرت بالطبع بالسمات الشخصية لطرفي العلاقة.

 

(1)

“داليدا” و”نديم”.. المحظوظان بالحب

“داليدا”، أو بالأحرى روح “داليدا”، و”نديم” كانا الأوفر حظًا بين شخصيات المسلسل، حيث حصلا معًا على علاقة حب كاملة بصورتها المثالية.

 

أحبت “داليدا” “نديم”، وأحب هو روحها بصدق، حتى بعد أن تبدل جسدها بمقوماته المثالية، كما أن الاحتواء والمشاركة ظهرا بوضوح في علاقتهما عبر اهتمام “نديم” بتفاصيل حياة “داليدا”، واحتوائه لأفكارها، وتشجيعه لطموحاتها، حتى أنه كان يحفظ كلماتها التي تعبر عن أفكارها في الحياة، بينما ظهر اهتمامها به في معرفتها لتفاصيل عمله، الأغاني التي تفضلها، وحتى توقعاتها لردود أفعالها، علاوة على التزام الطرفين بالعلاقة، ليكلل هذا الالتزام علاقتهما بشكل مثالي لا يحصل عليه إلا المحظوظون.

 

على هامش علاقة الحب الكاملة المثالية بين “داليدا” و”نديم”، ظهرت “كاميليا”، والتي كانت علاقتها بـ”نديم” أقرب إلى الافتتان من الحب، حيث سيطرت الرغبة على الطرفين، مع غياب الالتزام، لتصبح علاقة قصيرة المدى.

 

أيضًا ظهور “عمرو” في حياة “داليدا”، بعد موتها ظاهريًا ودخولها في جسد “عاليا”، لم يتمكن من محو حبها لـ”نديم”، على الرغم من وجود فرصة نجاح لهذه العلاقة.

 

“داليدا” و”نديم” شخصيتان قويتان، لم يتنازلا عن الحب الذي تذوقاه بصورته المثالية، واستطاعا -رغم الظروف الصعبة- التمسك بهذا الحب الذي قد لا يتكرر في حياة الإنسان، الأمر الذي أتاح لـ”نديم” العبور إلى روح “داليدا” رغم الحاجز الجسدي، والشعور بألفة تجاهها، ليستكملا قصة حبهما حتى بعد أن تبدلت حياة “داليدا” تمامًا.. إنهما محظوظان فعلاً!

 

(2)

“عاليا” و”عمرو”.. وأزمة الثقة

علاقة “عاليا” بـ”عمرو” كانت لتنجح لولا أزمة الثقة التي لم تتخطاها “عاليا”، ظاهريًا بدا أنها لا تثق به، ولكن الحقيقة أن أزمة الثقة كانت في نفسها، ففي قرارة نفسها تشعر “عاليا” أنها لا تستحق حب شخص بمواصفات “عمرو”، وسيم، طموح، حنون، رومانسي.

 

هذه العلاقة في المسلسل تسلط ضوءًا على خطورة أزمة الثقة في العلاقات، حيث يمكن أن تسبب فجوة وتباعد بين الزوجين، وتدمر العلاقة على الرغم من توفر عوامل النجاح الأخرى كالحب والالتزام، كما حدث في علاقة “عمرو” و”عاليا”.

 

(3)

“كاميليا” و”بكير”.. البحث عن الإخلاص

الالتزام بالعلاقة تقع على رأس أولويات “كاميليا”، وهذا هو سبب انفصالها عن “بكير”، المراوغ الذي يبحث عن علاقة خالية من الالتزام، وهو أيضًا سبب انجذابها لـ”نديم”، الذي رأت فيه الإخلاص عبر تمسكه بحب خطيبته “داليدا”، حتى بعد وفاتها.

 

ولكن الحب يهزم “بكير”، ما يدفعه للعودة إلى “كاميليا”، التي لم يكن لها شرط سوى الإخلاص والالتزام بالعلاقة، وهو ما يعني أن الحب من الممكن أن يتحول نوعه حسب الظروف وطبيعة المرحلة، فالحب بين “بكير” و”كاميليا” تحول من الهيام أو الافتتان، إلى علاقة ناجحة، فقط عبر توفر عنصر الإخلاص.

 

(4)

“تيسير” و”سيرين”.. ومراحل الحب

“سيرين” كانت المحرك الرئيسي في علاقتها بـ”تيسير”، فـ”تيسير” نموذج مثالي للرجل التقليدي الذي يبحث عن علاقة جادة، لا يهتم كثيرًا بمقومات العلاقة سوى الالتزام، ظهر هذا في حديثه عن العروس التي ذهب لخطبتها، أو حبه من طرف واحد لـ”عاليا”، أو حتى اندفاعه في مشاعره تجاه “سيرين”. هو رجل أولويته الالتزام مع أي أنثى، ويبحث عنه طول الوقت، لذلك فهو سريع الدخول في علاقات، وسريع التعافي منها أيضًا!

 

أما “سيرين” فكانت حالة واضحة للشخص الذي تمر مشاعره بمراحل مختلفة، يتحول فيها الحب من نوع إلى آخر بتطور مشاعرها وطموحها في العلاقة، فقد بدأت بالإعجاب بشخصية “تيسير”، ثم مشاركته تفاصيل حياتها، وساعد احتواء “تيسير” لها، واهتمامه بها، في تولد شعلة العاطفة بينهما، لتتحول العلاقة بينهما إلى حب رومانسي، وفي النهاية توّجت العلاقة بالالتزام، لتتحول إلى علاقة حب مثالية، وتصبح “سيرين” محظوظة بالحب الكامل مثل صديقة عمرها “داليدا”.

 

والآن يمكنك قياس علاقتك على علاقات شخصيات مسلسل “طلعت روحي”، لتحديد نوعها.

المقالة السابقة الأمومة وتهمها الجاهزة فى جراب الحاوى
المقالة القادمة10 نساء في السينما المصرية كسرن القالب

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا