صرخة سعاد

717

آآآآه.. ياني… صرخت سعاد: أنا تعبت فعلاً من شغل البيت ورعاية الأولاد..

سامي ينظر من تحت نظارته متعجباً ويتابع قراءة الجريدة كعادته..

سعاد: أنت مش هامك تعبي يا سامي؟..

 قال سامي: خلاص أنا اتعودت على اسطوانة التعب دي.. حاولي تجددي..

سعاد بغيظ: أجدد؟ أجدد؟؟.. دا بدل ما تشجعني أو تعرض عليَّ تساعدني..

سامي: أساعدك في إيه؟..إنت بتعملي حاجة؟.. أنت بتسمي تحضير الأكل ونضافة البيت واللعب مع الأولاد دا شغل؟!!! .. سعاد… حاولي تستمتعي بالحاجة اللي بتعمليها.. حبّي البيت، استمتعي بتنضيفه، حبي المطبخ… اسمعي برامج عن الديكور وإعداد الاكل وأنت هاتستمتعي بكل حاجة.. جددي جددي في حياتك وبطلي شكوى.. استمتعي.. استمتعي يابنتي… دا اللي أنت فيه دا حلم كبير لناس كتييييير!!

سعاد بغيظ: طيب إيه رأيك يا سمسم.. تستمتع أنت أسبوع كده، وأنا هاتابعك!! وأتعلم منك التجديد والإستمتااااااع..

سامي “متفاجئ”: ايه؟؟!!

سعاد: ايه يا فيلسوف زمانك؟!! أنا عاوزة أتعلم الطرق الجديدة.. “”في تجديد الحياة والاستمتاااااع”..

سامي: بحماس وتحدي!! ماشي!!!

 سعاد: من بكرة..

سامي: اتفقنا..

وفي صباح اليوم التالي جلست سعاد على الأريكة، ولبست نظارتها.. وأمسكت الجريدة.. لتستمتع بأول يوم في حياتها الزوجية بلا مسئوليات.. وفوجىء سامي أن عليه إعداد الفطار..

سامي: صباح التجديد والاستمتاع.. تحبي تفطري إيه؟!..

 سعاد: زيك بالضبط يا حبيبي بيض أومليت، ونسكافيه باللبن، ومتنساش سندويتشات الأولاد!!

سامي: أحلى بيض أومليت لسعاد، وأجمد نسكافيه باللبن، نسكافيه بوش.. واخدة بالك.. بوش.

أخذ سامي يعد الطعام، وبعد ذلك فوجئ بالعديد من الأطباق التي تحتاج إلى غسيل، وهو يغسل كان يفكر في أسهل وجبة ليحضرها كطعام للغذاء، أخرج مفكرة صغيرة وأخذ يكتب ماذا سيحضر من مشتريات ويرتب المسئوليات وهو يتمتم: الغسيل في الغسالة.. والعيش والهدوم اللي هاتروح للمكوجي.. تنظيف الأرضية.. وتلميع الأثاث.. والزرع، أيوه مش لازم أنسى الزرع.. و قد أصابه الارتباك من كثرة ما كتب..

بينما سعاد تتابعه من وراء الجريدة بابتسامة تَشفي، دق جرس الساعة التاسعة،

صرخ سامي: الشغل!! ياه اتأخرت، أول مرة اتأخر في حياتي عن الشغل.. (ضحكت سعاد بمكر).

وبعد يوم حافل بشغل المنزل لسامي، جلس بجانب سعاد ويبدو عليه التعب والأسف والآلم، وينتابه بعض الخجل، يدلي برأسه لأسفل.. وقال: سعاد، أنا تعبت جداً النهاردة.. سامحيني… أنا ماكنتش مقدر تعبك.

سعاد: لا لا.. يا سامي.. بلاش اسطوانة التعب دي، دا أول يوم.. وبعدين.. إنت بتعمل حاجة؟ أنت بتسمي تحضير الأكل ونضافة البيت واللعب مع الأولاد دا شغل؟ حاول تستمتع بالحاجة اللي بتعملها، حب البيت، استمتع بنظافته.. حب المطبخ.. أقولك ؟!!.. اسمع برامج عن الديكور وإعداد الأكل وأنت هاتستمتع بكل حاجة، جدد جدد في حياتك، وبطل شكوى.. استمتع استمتع يا ابني.. دا اللي أنت فيه حلم كبيير لناس كتير..

سامي: متأثر بدموع.. حَرمّت يا سعاد..

سعاد: لالالالا من هنا ورايح لازم نستمتع مع بعضينا.. كل واحد يساعد التاني، والاستمتاع يتوزع علينا

سامي:” بألم “.. موافق..

 

كتيراً ما لا نقدر تعب من يحبوننا، ونعتقد إنه حق مكتسب.. جميل أن يهتم كل منا بالآخر ويقدره ويساعد، ولا يسخر من متاعبه.. جميل إننا نحول بعض نصائحنا إلى أفعال حقيقية، ولا تقتصر مساعدتنا فقط على الكلام..

المقالة السابقةهيش وقش وكرانيش
المقالة القادمةعايزة ورد يا إبراهيم ..

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا