في البداية، أحب أحذّر إن المقال ده هيكون كئيب، زيه زي كل حاجة بتحصل حوالينا اليومين دول.
في المقال ده أنا هتكلم عن رمضان اللي مبيجيش، رمضان اللي كل سنة بستناه وبكون متخيلة إنه هيكون مختلف، كل سنة بقرر إن رمضان ده أنا هبقى أهدا وأروق وحاسة بروحانيات الشهر الكريم.
بس رمضان بييجي وأنا متلهوجة ومشغولة ومتعصبة، أنا وكل اللي زيي أعتقد، ما هو متطلبش من شخص بيكافح في المواصلات غير الآدمية في البلد دي مرتين في اليوم وهو صايم، ويمشي في الشوارع اللي كلها مغامرات ولا مغامرات كابتن كوك في الأدغال، ويتفرج على إعلانات بنك الطعام، وبعدين يتفرج على إعلانات بورتو أكتوبر، إنه يحس إنه هادي ومستمتع.
ضيف على كده إن نفس الشخص ده أصلًا قاعد بيحسبها وهو بيشوف كل الأسعار بتغلى، وبيحاول يلاقي تصريفة في مصروف الشهر، بحيث يحاول يأكل عياله طول الشهر أكل معقول عشان تعب الصيام، خاصة لو أطفال، ضيف على كده إن الشخص ده ممكن يكون أصلًا عايش في بيت مش مستقر، فطول الوقت خناقات.
رمضان؟!
فيه ناس كتير مش مكتوبلهم يعيشوا رمضان، رمضان اللي كنا بنعلق عشانه الزينة في الشوارع، وكل سنة نقعد نفكر يا ترى حرام إننا سارقين كهربا من العمومي ولا عادي، رمضان اللي كنا بنقف نتنح لما نشوف الراجل بتاع الكنافة وهو بيلف بإيده ع الصاج فيطلع شرايط سخنة، رمضان بتاع المساجد اللي مش مقفولة بأمر من الحكومة، رمضان بتاع ألف ليلة وليلة وفوازير نيللي وشريهان، رمضان لما كان جدو عايش وهو اللي بيطبخلنا لما بيعزمنا ع الفطار، رمضان لما كنا بنرجع م المدرسة سقعانين نقعد نذاكر لحد ما الفطار ييجي، رمضان لما كنا بننزل نصلي التراويح حتى لو مكناش بنصلي طول السنة، رمضان اللي كنا بنستنى آخر أسبوع فيه عشان ننزل نجيب لبس العيد، رمضان اللي كنا بنتسحر فيه كل يوم عشان مفيش ورانا تاني يوم شغل لازم نصحاله بدري وبالتالي مش بنتسحر.
هو ده رمضان اللي بستناه كل سنة ومبيجيش، بستنى رمضان من غير ضغوطات ومبيجيش، بستنى رمضان مش شايفة فيه حقيقة إن فيه ناس مش لاقية تجيب فطار وأنا مرتبي ميكفيش أعول الناس دي، بستنى رمضان اللي هكون فيه هادية أوي وبتسحر كل يوم ومبيحصلش.
بستنى كل سنة ريحة رمضان اللي كنت بشمها زمان في الشوارع، بس مبقتش بشمها خلاص.
رمضان بقى بييجي فجأة، حتى يا ربي طقس الرؤية اللي كنا حريصين عليه واتلمينا قدام التليفزيون عشان نسمع المفتي وهو بيقول غدًا المتمم لشهر شعبان. حتى ده اتاخد مننا لأن الكهربا قطعت ساعتها ومجاتش غير بعدها بساعة.
فعلًا رمضان بقى بييجي بالنسبالنا على حين غرة، إنت جيت -شهقة- يا رمضان؟! عشان إحنا طول السنة مسحولين فمبقيناش بنركز أوي.
بس إحقاقًا للحق، أحيانًا بتحصل حاجات حلوة برضو، ما هو ربنا مبينساش حد، أنا مثلًا، خطيبي جابلي فانوس صاج بإزاز ملون وبيتحط جواه شمعة، وده في حد ذاته حدث يخلينا نقول كل سنة وإحنا طيبين رغم كل حاجة.
