رسالة مهمة ملزوقة على باب الحمام:
زوجي الحبيب.. صباح الخير. عارفة إنك صحيت لقيتها جنبك، وف نفس اللحظة اكتشفت إن أنا مش موجودة.. أكيد حسيت بيها بتنكشك وبتزن عشان ماما مش جنبها وإنها مش في سريرها.. وأكيد فهمت إني نقلتها من أوضتها جنبك وإني نزلت.. أكيد خدتها من إيديها ودورت معاها عليّ في الشقة ملقيتنيش.. أنا هفهمك، مع إني عارفة إنك مش في وعيك وإنك مصدوم عشان سبتهالك ونزلت.. أنا عايزة آخد منكم أجازة إنتو الاتنين.. مش معقول كل مرة آخد أجازة تبقى هي معايا برضو ماسكة فيّ زي التوأم الملتصق، ده أنا وأنا بتفرج على التليفزيون بتبقى قاعدة في بوقي يا أخي، أو لو أروح أقعد عند ماما شوية هي برضو معايا.
ليه مفيش مرة إنت وهي تروحوا في حتة سوا من غيري.. تسيبوني أعمل أي حاجة لوحدي إن شالله آخد دش براحتي من غير تخبيط على باب الحمام كل شوية "يا ماما فين الألوان؟ بابا مش عايز يجيبلي الكارتون"، ليه مفيش مرة تاخدها في أي ناحية؟ في أي اتجاه؟
حبيبي: إنت أكيد صاحي مصدوم ومش مستوعب اللي حصل، إنكم.. إنت.. وهي.. في البيت.. لوحدكم، زائد إنها عمالة تعيط دلوقت، أو لو صاحية مودها حلو بتزن.. آه ما هي ساعات بتبقى صاحية رايقة وساعات لأ.. بص هتلاقي عندك الهدوم على حرف السرير هتلبسها وتوديها الحضانة، ومتنساش تاخد معاك فطارها اللي في شنطتها محضرهولك برضو جنب الباب.
أما أنا فمن حقي أنزل من البيت براحتي أركب في المواصلات مستقلة بذاتي شوية.. مش لازم أركب تاكس عشان منتبهدلش كل يوم أنا وهي، أنا انهارده هركب ميني باص أو أتوبيس.. زي زمان.. وهنزل قدام الشغل على طول، مش هروح الحضانة الأول وبعدين أروح الشغل.. انهارده هعدي على بتاع الجرايد أشتري جرايد ومجلات، وهشتري فطار برواقة مش بسربعة، وأروح الشغل وبعدين أنزل أخرج مع صحباتي.. اعمل حسابك هترجع تاخدها من الحضانة توديها درس الباليه، يعني هتلغي صحابك انهارده معلش.. وعلى فكرة مش هرد على أي تليفونات منك أو من أمي.. اتصرفوا كأني مش هنا.
حبيبي.. أنا هرجع متأخر، يعني تعشيها وتنيمها، لأني ممكن أحضر سينما مع صحابي، ولو مش رايحين هروح لوحدي.. بقالي كتير مرحتش سينما من غير زن، ولّا تقولي في أهم المشاهد "وديني الحمام يا ماما.. بسرعة يلا"، مش عارفة ليه مفيش "وديني الحمام يا بابا"، المرة دي هخش لوحدي.. هتفرج على أي فيلم.. وحياة أمي لأخش سينما.. هه بس.
طبعًا كان نفسي أعمل زي "ذات" لما راحت إسكندرية قعدتلها يومين عند صاحبتها وحبيبها الأولاني، لكن أنا طبعًا مينفعش أعمل كده، عشان لازم أرجعلك بسرعة على بالليل عشان هتكون جبت آخرك معاها.. وكان نفسي أعمل زي فيلم "خرج ولم يعد"، بس ربنا مبيسيبش يا حبيبي وهيحاسبني إني اتخليت عنكم.. متقلقش أنا راجعة.
ويا ريت يا حبيبي لو عجبتك التجربة ابقى قولي عشان نكررها تاني.. يعني ممكن نعملها مرتين في الشهر.. أسيبك بقى تواجه الزن والرخامة الصباحية، ربنا معاك.. بس على فكرة، هي شوية وهتفك.. ممكن تنفخلها بالونة أو تخليها تحط روج روز من الميك آب بتاعي اللي في الدرج.. واوعدها لو سكتت هتجيبلها شيكولاتة.. باي.