رؤية هدف الحياة

1363

 

بقلم/ وفاء مرزوق

 

“أنت تملك حياة واحدة، فضع لها أهدافًا كبيرة“.

كتير بنتلخبط من سؤال: إيه هدف حياتك؟ ونشوف إن الإجابة عليه صعبة. حتى لما بنروح مقابلة شغل ونتسأل السؤال المشهور: شايف نفسك فين بعد خمس سنين؟ بنرد بإجابة محفوظة مش بتجسد اللي جوانا بشكل حقيقي، عشان يمكن بنسبة كبيرة معندناش إجابة على السؤال ده من الأساس.

 

“إيه هدف حياتك؟ وإنت عايش ليه؟” سؤال صعب فعلاً، وصعوبته فى عدم إجابته وفي معرفة إجابته في الوقت نفسه. صعوبة عدم إجابته هتخلينا عايشين مجرد أيام بنأدي فيها أدوار روتينية اتفرضت علينا.. يعنى اتفرض عليك دراسة معينة، شغل معين بعد كده، ضغوط حياة شدتك للساقية اللي مش بتبطل دوران. فالسؤال لما بيطرح أو بييجي على بالك في وقفة مع نفسك مش بتلاقي له إجابة. والجواب الوحيد عليه يمكن يكون إنك عايش زي كل الناس وبتعمل اللي بيعملوه!

 

صعوبة إجابة السؤال بقى بتكون في إنه بيخرجك برة منطقة راحتك comfort zone وبرة المُعتاد، وبياخدك في حتة تانية خالص. يعنى على سبيل المثال، الناس اللي اكتشتفت إن هدف حياتها في خدمة اللاجئيين أو خدمة أطفال الشوارع أو خدمة الملاجئ، المستشفيات، كبار السن، المعاقين… إلى آخر الأشكال دي من الخدمات. الناس دي بتدفع ضريبة الرؤية والهدف ده.. الاختيار في اتباع الرؤية له ثمن، والحقيقة ثمن مش بيكون سهل. والناس دي وافقت تدفعه. وافقوا يخرجوا برة دايرة راحتهم وبرة المعتاد والنمطي. قرروا يكتشفوا هدف حياتهم بشكل جاد، ويمشوا ورا الرؤية دي، وقبلوا يدفعوا الثمن لاختيارهم.

 

ليه بتتسمى دي رؤية؟ لأنها أكبر منك وخارجة عن نطاق ذاتك واحتياجاتك، فإنت عايش لهدف كبير، هدف بيتخطاك ويتخطى حدودك تمامًا.

فيه ناس عايشة من غير رؤية، لكنها فاقدة المعنى في الحياة. الرؤية مش بالضرورة تتشكل في رفاهية، لكنها ممكن تطلع من وسط معاناة.

 

فيكتور فرانكل اكتشف المعنى وهو في قلب معتقل نازي، واكتشف إن له دور مهم هيعمله بعد خروجه من المعتقل “نادرًا ما كان شخص ينجو ويظل على قيد الحياة”، إنه يقول للناس إنهم ممكن يلاقوا معنى في وسط الألم اللي بيمروا به في حياتهم. وفعلاً فرانكل عمل مدرسة علاجية اسمها “العلاج بالمعنى” بعد خروجه من المعتقل. رؤيته خلته يقاوم كل يوم من أجل الهدف اللي عايز يعيش علشان يوصله.

 

لو عرفت هدف حياتك وإنت عايش ليه هتكون قادر تجاوب بثقة ويقين على سؤال “إنت شايف نفسك فين بعد خمس أو عشر سنين؟”، هيخليك تكون عارف إيه اللي تقدر تقدمه لتغيير العالم، هتكون متخيل الناس هتقول عليك إيه بعد رحيلك. هدف حياتك هيوضح إيه المهم بالنسبة لك وإيه هي أولوياتك.

 

الرؤية الجديدة بتدي لحياتك شكل ومعنى، وبتخليك مميز وسط عالم بقى شبه بعضه. الرؤية مش بتموت كمان بموت صاحبها، لكنها بتكون مصدر إلهام لآخرين لحياة أفضل.

 

شايف نفسك فين بعد خمس سنين؟

 

المقالة السابقةمرحلة الخروج من القالب
المقالة القادمةكله تمام
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا