خمس خطوات لمقاومة ضغوط العام الدراسي

653

مع بداية العام الدراسي ترتفع نبرات شكوى الأمهات، كما يرتفع ضغطهم أيضًا، وتزداد الشكوى من القولون العصبي وكل الأمراض السيكوسوماتية.

 

إليكِ بعض الوصفات لتمر هذه الأشهر بأفضل شكل ممكن:

بدايةً: دعينا نتفق على تخليك عن المثالية المفرطة والالتزام بالواقعية، بمعنى أن ابنك الذي يحصل على مجموع 70% لن يستطيع الحصول على مجموع 99%، أو أن يحصل على الدرجات النهائية في كل المواد، فلا تُثقِلي نفسك وطفلك بتلك الأحلام الزائفة.

ثانيًا: علينا الاتفاق على مبدأ آخر، وهو تعويده تدريجيًا على المذاكرة بمفرده، فأنا أعرف أن أعصابك لن تحتمل الجلوس بجواره وهو يحفظ النصوص؛ ذلك التوتر والحالة التي تدخلينه فيها وأنتِ تسألينه كل دقيقتين “ها؟ حفظت؟” لن يدفعه إلا إلى مزيد من التوتر ونسيان كل ما حفظ.

 

ثالثًا: امنحي نفسك كل ليلة لحظات من الدلع الصافي. كنت أقرأ في رواية منذ أيام البطل فيها كان يعتني بجسده، نعم، لقد قرأتِ جيدًا إنه البطل وليس البطلة، كان يخصص كل ليلة وقتًا للاعتناء بجزء من جسده، فهذا يوم الاعتناء بأذنه، وآخر لشعره، وآخر لأصابع قدميه. لماذا لا تخصصين كل ليلة لجزء من جسدك؟ سيستغرق الأمر دقائق معدودة فعليًا. أعرف تلك اللحظة التي يهدك فيها التعب فتشعرين أنك لا تتمنين سوى احتواء السرير لك فقط، أن ينساكِ العالم ويتركك تنامين في هدوء. في تلك اللحظة أخبرى نفسك أن كل ما فعلتِه في يومك كان من أجل آخرين؛ لماذا لا تنتظرين دقائق قبل الاستسلام للنوم وتضعين كريمًا على وجهك أو يديك أو قدميك؟ كلما فعلت ذلك أشعر أن العالم يربت عليَّ فعليًا وأنني ما زلت تلك الأنثى الجميلة التي تصورت نفسي يومًا أنني هي. تمادي في الأمر وجددي طلاء أظافر يديك وقدميك، أو ضعي لونًا مختلفًا وستشعرين بالامتنان لذاتك أنك منحتيها تلك الفرصة لاختبار بعض المتع.

 

رابعًا: لن تستطيعي الاستمرار كثيرًا دون إجازات استثنائية. إذا كنتِ تعملين فالأمر ليس بهذا السوء الذي تتخيلينه، فيوم إجازة غير متوقع وخطة جيدة يمكنهما إزالة المتاعب من داخل روحك. كل ما عليكِ فعله استغلال أيام إجازاتك. كثيرًا منا يتعامل مع رصيد الإجازات كما يتعامل مع التحويش للمستقبل، فربما احتجته يومًا، ويظل يحرم نفسه من المتع من أجل ذلك المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله.

استمتعي برصيد إجازاتك وخططي ليوم مبهج مع الأصدقاء. تخيلي أن اليوم ملكك ولستِ مضطرة لإرضاء أحد سواكِ فقط. أهم ما في الأمر التخطيط، لأنك لو لم تقومي بذلك سيضيع اليوم هباء بين التنظيف والغسيل والطبخ، وهو الأمر الذي لم أقصده نهائيًا.

 

خامسًا: راجعي ما تقومين به من إنجازات بشكل دوري، كما عليكِ أيضًا وضع قائمة من الامتنانات اليومية، تلك القائمة تجعلك تشعرين أنك كائن مُعتنَى به، وهو أمر -لو تعلمون- عظيم جدًا. لديَّ قائمة يتصدرها الله وبعض ما قام به زوجي وأمي وربما صديقة، أرجع إلى هذه القائمة عندما أشعر بالوحدة وبأن العالم يتكالب عليَّ وذلك الشعور المأساوي بأن لا أحد يشعر بي، لكني سرعان ما أنظر إلى قائمة امتناناتي وأكتشف أن الشهر الماضي اشترت لي صديقتي فستانًا فجأة، وأشعر بطاقة حب تدفعني لأن أكون جزءًا من قائمة امتنان أحدهم.

 

تذكرى أن خطواتك تلك هي تعويذة حمايتك من تكالب الضغوط عليكِ ومن ثم الاكتئاب، تلك التعويذة هي ما نسميه في علم النفس مهارات التعامل مع الضغوط. فلتطلقي عليها ما تشائين، فقط تعلمي كيف تحمين نفسك من آثار هذه الضغوطات السخيفة.

المقالة السابقةالارتباك العاطفي للأبناء بعد الطلاق
المقالة القادمةريحانة قصيدة وجع

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا