من هي خضرة الشريفة وما قصتها وما نسبها

8438

“خضرة” بنت حامي الحرمين الشريفين، حامل مفتاح الروضة الشريفة، ومشهورة بين قبيلتها بأنها صاحبة رأي، وحافظة القرآن ومن قرّاء الكتب كمان.

قصة خضرة الشريفة

“رزق الهلالي” أمير من قبيلة بني هلال اللي بيسكنوا أرض نجد، كان كبر ف السن ومخلفش ولد يورث حكمه، وجاله هاتف م السما قاله لو عاوز الولد تزوج من أرض الحجاز، فسافر للحج.

سمع ندا من قبل الله

يا خي كل منا وسعيدة

يا رزق اصغي على الله

تزوج فى مكة السعيدة

ولما خلّص “رزق” الحج مكانش لسه لقى عروسته، لكنه في نهاية الرحلة شاف “خضرة”، أو ف الحقيقة هي اللي شافته. إعجابها بـ”رزق” بدا في عيونها. وأبوها لما عرف إن “رزق” جاي طالب الزواج ولمح الإعجاب ف عيون بنته، قرر “يخطب لبنته…”.

عندي بنية صبية

الريق يبري السماتي (يبرئ من السم)

تحاكي النجمة البدرية

تفوق القمر في السماتي

تعرفي أيضًا على: من هم ريا وسكينة الحقيقيين، عائلة ريا وسكينة قصة ريا وسكينة كاملة

زواج خضرة الشريفة

فرق السن بين “رزق” و”خضرة” كان كبير أوي، 45 سنة، بس الحب مبيعترفش بسن.

اتجوز رزق من “خضرة” وخلفتله “شيحة”.. خضرة خلفت بنت!

بعد كده فضلوا صابرين

ربي المهيمن عطاني

مع بعض الاتنين صابرين

سنتين محملتش تاني

برضو تمت تلات سنوات

أربعة مجتش خليفة

خمسة ليها دموع سنوات

حمول البلا مش خفيفة

 

وامتنعت بطن “خضرة” عن الخلفة 10 سنين كاملين، ويئس “رزق” من خلفة الذكور.

لما تمت عشر سنين

موضعتش أولاد تاني

لا بنات ولا بنين

ودي حكمة اللي نشاني

 

لقى المال شمال ويمين

خيول ويا جمال

قال يا مال بعدي يورثك مين

آه يا عدم العيال

كان كل سنة ستات القبيلة بيطلعوا الصحرا يراقبوا الطيور ويتوحّموا عليها، كل ست بتخلف ولد يشبه الطير اللي اختارته، و”خضرة” لما طلعت معاهم عجبها طير اسود قائد لسرب عظيم، لما نزل يشرب من البركة الطيور خافت منه وسابتله البركة هو وسربه، فاتمنت ولد زي الطير ده، كانت تقصد زيه ف شجاعته وقوّته.. لكنها خلّفت ولد زيه ف كل شيء.

تعرفي على: ما هي قصة سندريلا الحقيقة الكاملة، قصة سندريلا والأمير

خضرة” خلفت ولد اسود!

لما اجتمع كبار القبيلة عشان يحتفلوا بالخليفة القادم، واللي اختارتله أمه اسم “بركات”، كشفت عن وشه، لقوا الولد اسود.. في الحال زعق “عسقل الهلالي” ابن عم “رزق”، واتهم “خضرة” بالزنا مع عبيدها!

وحرّض “عسقل” كبار القبيلة إنهم يفرضوا على “رزق” طرد مراته وابنها ويرجعها لأبوها.

أبكي على الفرقة وعلى حيف ما جرى

دمعي سرى بلّ الأراضي طيفان

أشكو لربي محتكم منّان

كنا برفعه قد خفضنا زماننا

صبحنا أذلة والعزيز اتهان

ياما ضحكنا وكان البكا عند غيرنا

وادي اليوم بنبكي وخصمنا فرحان

حاولت “خضرة” وهي خارجة مطرودة من أرض نجد تاخد نصيب ابنها من مال أبوه بس مقدرتش، وخرجت لأرض الحجاز مع جاريتها “سعيدة”، وفي الطريق اتجسّدلها سيدنا الخضر في صورة راجل عجوز، ضرب برمحه في الهوا جابلها نصيب ابنها من مال أبوه، أخدت المال والخيل ومشيت. وأمام ديار بني زحلان خرج عليهم قطاع طريق لكن أحد الفرسان أنقذها وهرّبها.

وقفت “خضرة” وفكّرت، إنها لو رجعت لأبوها هتحمل العار معاها، مينفعش ترجع قبل ما تثبت برائتها، فضّلت تختفي عن عيون الناس لحد ما تعرف هتجيب حق ابنها إزاي. فدخلت ديار بني زحلان.

كان كبير بني زحلان “فاضل الزحلاني”، شاف رؤيا بقدوم الطفلين، ابن “خضرة” وابن “سعيدة” الجارية، فخرج استقبل ضيوفه وأخلى قصر من قصوره لخضرة واللي معاها. الأمير “فاضل” أخد خيول أبو زيد وضمها لخيوله، بس “خضرة” طلبت منه يسيبلها مُهرة اسمها “الحمرا”، وعاشت سنين من عمرها تدرّب “الحمرا” ليوم معلوم.

وقبل ما أطُلّ وأبات

طَلَبي اللي جايباه معايا

وأهم من كل الطَّلَبات

عندك كحُيلة ركوبة ضنايا

 

عاوزاها عِنُدي تكون في القصر

أسْقِي.. وأربَّي.. بإيدي

أنا لسة وَلَدي باعُه قَصْر

لكن بُكرة يكبر يا سيدي

أبو زيد الهلالي ابن خضرة الشريفة

لما كبر “أبو زيد” كان اتربّى على ايد معلمين اختارهمله الأمير “فاضل”، ولأنه كان فارس نجيب، أصبح من أبطال جيش بني زحلان، وتمر الأيام وتعدي السنين ويهجم جيش بني هلال على قبائل زحلان عشان يفتحوا أرضهم، وطبعًا اللي خرج لمواجهة الغزو كان بطل الأبطال “أبو زيد الهلالي”.

مفيش أي فارس من فرسان بني هلال قدر يهزم “أبو زيد”، وطبعًا “خضرة” سابته يواجه عمه “عسقل الهلالي” عشان يرد التار البايت بينهم، وفعلًا هزمه.

بني هلال طلبوا “رزق” عشان يبارز الفارس الاسود، واستمرت المبارزة أيام طويلة بين “رزق” وابنه “أبو زيد”، ومحدش عارف إن الفارس بيقابل أبوه، غير “خضرة” وجاريتها، وعرف من بعدهم “شيحة بنت رزق” لما ربطت الأحداث بالرؤى اللي كانت بتشوفها.

باتو كما زيت يغلى على النار

عسقل يلوج بعيونه

يقول ميتى يطلع النهار

كل منهو يحفظ قانونه

 

قالت الشريفه ياندمى

كيف العمل يا سعيده

يا ريت قبل دى كان عدمى

شقيت و كنت السعيدة

“أبو زيد” أسر أخته “شيحة”، لكن “خضرة” قابلتها وعرفوا بعض ورجّعتها لأبوها تاني يوم، عشان تحكيله على السر.

يا بايا واللي نهبني منك ضناك

ولدك اللي سبيت أمي عشانه

ودينا جينا وعلمناك

أخويا الكريم عِلِي شانه

 

فرزق قال افرحولي يا أهل بلدي

أنا رزق طايل بعيني

الحمد لله ظهر ولدي

ورأيت بطولته بعيني

بيعترف “رزق” بابنه البطل المغوار ويطلب من “خضرة” الرجوع لديارها من تاني. لكن “أبو زيد” بيرفض رجوع أمه إلا أما يعملولها استقبال يكون اعتذار مناسب يرد كرامتها وشرفها.

اللي بتنظم استقبال “خضرة” في أرض نجد من تاني كانت “الجازية”.. اللي هنعرف دورها في رجوع “خضرة”، ودورها كمان في فتوحات بني هلال.. في المقال الجاي بإذن الله.

“خضرة” قدرت تفرض نفسها على ساحة الحكي والمواويل وتوصلنا وتتحكي لغاية انهارده مش زي أغاني الفلكلور ، اللي العادات وصّلتلنا منها العنصري والمتحيّز، العادات دي جت عند شخصيات نسائية زي “خضرة” وغيرها، ومقدرتش لا هي ولا الزمن تمحي أثرها.

المقالة السابقة نصايح لعزال بدون عذاب
المقالة القادمةفيلمين ومسلسل

1 تعليق

  1. مش بس خضرا الشريفة او الجازية كعناصر نسائية محركة لسيرتنا الهلالية ، لاء دة احنا هنلاقي كمان شيحة و دوابة و زهر الروض و سُعدة بنت الزناتي ، لكن دة ملهوش علاقة لا بعادات ولا بتقاليد و لا بغيره ، دي قصة عجائبية ليها اسرار و طقوس و المسكوت عنه و المتداول (شفهيا) و سرا من صدور الرجال أكثر بكثير من اللي بيتغنى ع الربابة ، لأن احترام المرأة و حقوق المرأة و معرفش اية عن المرأة كل دة كان كلام فارغ بالنسبة لأصحابنا الهلالية ، لأن المرأة عندهم كانت كائن خارق و مقدس و فاعل و هي الملاذ و ربع الشورة (الجازية ليها ربع الرأي ، و اخوها الملك حسن الربع و ابو زيد الربع و بقية القبايل الربع) ، يكفينا قولنا ان العربي كان بينظر للمرأة على أنها وطنه الذي يسكن إليه اينما حل و ارتحل و هي ارضه الذي يحرثها لتثمر فلذات الكبد و هي الثروة و المنطلق الذي تدور حوله الفروسية و القتال ثم انها الأم الحاكمة الآمرة و هي الابنة الأميرة المدللة سر ابيها و من يراجع بعض معتقدات الإسماعيلية يعرف كيف ارتقت تلك القبائل البدوية عقليا و روحيا و اجتماعيا برغم قفر البيئة و ضنك العيش

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا