ما معني خراط البنات! ما هي علامات الأنوثة الجسدية التي تجذب الرجل

4393

بقلم/ تسنيم فهيد

في بداية تكوينها بتسمع كلام من نوعية “البنت زيّ الولد”، “زميلك فلان في الفصل ميفرقش عنك في حاجة، إن ضربك هاتي طوبة من الأرض وافتحي دماغه”.. بتشب وهيّ قاعدة جنب أخوها وأصحابه في باص المدرسة. بتلعب معاهم وبتركب عجل وبتنزل البحر معاهم وممكن كمان تلعب كورة لو ناقصهم لاعب في الفريق. بتلعب مع البنات اللي زيّها اللعبات اللي مبيتحمّسش ليها الصبيان، نط الأولى والاستغماية. لكن في آخر اليوم بيلعبوا كلهم بنات وصبيان سوا “المنديل”.

 

في يوم بتصحى وبتلاقي كلمة “لأ” مكتوبة بخط أحمر كبير على مراية أوضتها وعلى كل حيطة في البيت.

  • هنزل الشارع ألعب مع ولاد الجيران.
  • لأ.
  • العيال بيندهولي عشان نعمل سباق بالعَجَل.
  • لأ.
  • اشمعنى أخويا؟!
  • هوّ ولد، إنتي بنت وخلاص كبرتي.
  • بس هو أكبر مني! اشمعنى أنا كِبرت وهوّ لأ؟!
  • قلت لأ يعني لأ.

بتتلخبط ومبتعرفش إيه اختلف عن امبارح وليه، كل أركان حياتها (الصغيرة) بدأت تتهد. شوية تبدأ فقرة اللِبس. متلبسيش الشورت ده. متلبسيش الفستان الكَت ده. اقعدي كويس واقفلي رجليكي. متجريش. معادش ينفع تركبي عَجَل خالص. من غير ما حد يتبرع بإنه يقدم شروحات أو تفسير. بيسيبوها بس تدوّر على اللي اختلف فيها من امبارح للنهاردَه. وطبعًا مبتلاقيش.

 

بتسمع حديث بين ستات العيلة، أو بين مامتها وإحدى الجارات عن خرّاط البنات اللي ميعادُه قرّب، وإن الدور عليها. بتفكّر في شكله، وهل يشبه لأبو رِجل مسلوخة اللي عاشت عمرها كله تسمع عنه وتتخيله من غير ما تشوفه ولا حتى تتمنى تشوفه. بتصحى في يوم على وجع أسفل ضهرها وبطنها. بتجري على مامتها وهيّ بتعيّط وبتستنجد بيها، لكن أمها بتضحك ووشها بيتملي فرحة وتبوسها وتقولها مبروك.. خرّاط البنات خرَطِك. بتندهش جدًا لأنه جِه وعمل فيها ده من غير ما تشوفه أو تاخُد بالها. وبتستغرب أكتر فرحة أمها وهيّ بنتها حبيبتها بتنزف دم في ملابسها الداخليّة. أقصى شرح بتحصل عليه إن ده هيحصلها كل شهر. الوجع ده هيكون مقرر شهري عليها. وإنها كده بقت بنت خلاص.

 

بتفهم من الكلام المبهم ده إن خرّاط البنات هييجي تاني الشهر الجاي والشهر اللي بعده واللي بعده. بتقرر إنها هتنتبه الشهر الجاي عشان تشوف شكله. وبتسأل باستحياء بينها وبين نفسها، ليه الخراط راجِل مش ست. بيبدأ شكل جسمها يتغيّر تمامًا. وبتبدأ أمها تعطيها قطعة جديدة من الملابس الداخلية بيقال عنها سوتيان أو برا. بتلاحظ إنها طولت وبقى فيه حبوب في وشها وشعر في بعض الأماكن الغريبة واللي كانت قبل كده ملساء. وفجأة بقى ليها صدر ناهد بيتحرك بشكل عفوي مع أي خطوة سريعة أو نطّة على سلم. وعشان كده معادش ينفع تجري أو تلعب المنديل. بتبدأ تداري المنطقة دي في جسمها بسكارف أو ملابس واسعة. وكل شهر بتحاول تكون منتبهة عشان تشوف خرّاط البنات لما ييجي. لكنها رغم الميعاد الثابت -إلى حد ما- شهريًا، مشافتوش ولا مرة، ولا تِعرف شكله. بتبص لأختها الصغيرة اللي بتلعب في الشارع وبتلبس شورت وكَت وبتركب عَجَل بحنق وغيرة، وبعدين بتراجِع نفسها إن بكرة خرّاط البنات يجيلها ويحبسها معاها.

 

لما بتكبر شويّة بتدرك إن خرّاط البنات صفة مش شخص. وإن اللي حصل في جسمها ده اسمه البلوغ، وبيختلف في وقته من بنت لبنت.. فيه بنات بتوصله بدري شوية وفيه بنات بتتأخر شويتين. بتفهم إن جسمها طِلع من طور الطفولة لطور الأنوثة خلاص. وإن الصبيان كمان بيمروا بنفس التجربة، بس خرّاطهم بيختلف، وإن علامات البلوغ عند الصبيان زي شعر الشارب واللحية مبيمنعهمش من ركوب العَجَل والجري في الشوارع.. وإنهم مش مضطرين يخبّوه بسكارف أو يتحرجوا منه وكأنه عبء عليهم.

 

سن البلوغ عند البنات مش بس تغيير جسدي أو فسيولوجي، فيه تغييرات نفسية وعاطفية كتير بتهاجِم البنت بسببه، وبتكون محتاجة تتشرحلها ويتمهدلها كويس.. وكلمة لأ إنتي كبرتي مش تفسير ولا طريقة صحيحة وآمنة بنقدمها لبناتنا. كلّموا بناتكم الصغيرين عن سن البلوغ والتغييرات اللي هتصاحبه، فهموهن يعني إيه بلوغ وبيحصل ليه. خليهنّ ميتحرجوش من أجسادهن ولا يحسوا إن الدورة الشهرية عيب المفروض يتدارى أو مرض بينتقص منهن. فهموهن إن سن البلوغ هو مفتاح الحياة ليهن وللكون. وإنها لما بتَبلُغ ودورتها بتيجي وصدرها بيتفتّح ده كلمة السر لإنها خلاص بقت صالحة فسيولوجيًا لمنح الحياة.

 

المقالة السابقةأول شهر جواز (حكايتها)
المقالة القادمةالربيع زعلان
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا