حبني بالهندي

623

بقلم/ أسماء مصري

 

دائمًا ما أسمعهم يتحدثون عن الأفلام الهندي بأنها تمثل قمة الدراما والانفعال، وإذا ما أراد أحدهم أن يصف حدثًا ما غير متوقع أو مبالغ فيه، فإن أدق تعبير على أفواههم “إنه فيلم هندي”.

 

وعندما جمعتني الصدف بأول فيلم هندي لا أذكر اسمه، كان عن قضية اجتماعية تعليمية. ودون سرد للأحداث فإن القضية عولجت بمنتهى السهولة والبساطة، لدرجة أنها أوقفت نظام دولة بأكمله، ورغم المبالغة فإننا حظينا بنهاية سعيدة واعتقاد بأن كل مشكلة ولها حل.

 

وتتابعت مشاهدتي للأفلام الهندية التي تعرض قصص الحب الهندية، وكالعادة لأنه فيلم هندي حيث المشاعر ملتهبة جدًا أجدني أشاهد الأحداث وكأني أنا بطلة هذا الفيلم، ومن قمة تشخيص المشاعر والأحاسيس وقمة الرومانسية، أجدني أقوم بثورة داخلية وأحيانًا خارجية.. “من فضلك حبني بالهندي”.

 

حبني بكل تفاصيلي، بكل أحلامي، حبني بكل جنوني وتفاهاتي، حبني في مرضي واتزاني حين أحزن وحين أناضل من أجل أفراحي.

حبني لأنني أنا محبوبتك وفقط.

حبني دون أن تلتفت لمجتمع أعيش أنا فيه. حبني وانتصر على كل الرايات السوداء التي تُرفع في وجه من تريد الحب.. حارب يا عزيزي من أجل حبي.

 

إن مجتمعي دائمًا ما يسمي حبي بأسماء مريضة، أو -عفوًا- عاهرة. لم يعد مجتمعي يحيا بفطرته، إنه داخل شرنقة من المظاهر والمصالح والاتهامات، لقد أصبح يتباهى بما أحصله ولا يكترث بما أحسه.

إنني أريد حبًا هنديًا لأنني بالمصري صرت متهمة بحبي، صار حبي وصمة عار، أو نقطة ضعف يمكن لأحدهم أن يلوي ذراعي بها أو حتى يساومني عليها.

اكسر القاعدة بحبك ولا تدع مجالاً للشامتين بي.

تعرفي على: قصة الفيلم الهندي دانجال

حبني بالهندي واجعل حبك صرخة في وجه مجتمعي. اعطني فرصة أن أتحدى بحبك، أن أقف في وجه كل مريض لأنني أحب، أو بالأحرى أطمئن بحبك لي.

لا تجعل حبك لي قصة قصيرة بدأت سريعًا ثم انتهت في أروقة المحاكم، أو حالفها الحظ وبقيت باهتة مملة، فقط من أجل الأبناء.

 

إنك إن أحببتني حقًا دون النظر لما عليه الحال، عندها فقط سوف تُرفع رأس كثيرات مثلي، كل همهن هو الحب.

غيّر الواقع من فضلك وامنحنا حبًا حقيقيًا نهيم به، وحينها سيتغير تفكير ذلك المدعو مجتمعنا.

إنني أتوق إلى هذا النموذج في الحب، رغم خياليته المبالغ فيها، فإن مفهوم الحب الذي يوقف الحروب ويغير العادات والتقاليد الاجتماعية ويبدد الفروق بين الطبقات، ويملأ الشاشة ألوانًا وأشكالًا ويحول الحزن والشجن إلى حالة من الفرح والرقص والإيقاع، هو نموذج نحتاجه الآن وبشدة، لمتابعة حياتنا بشغف والتغلب على ضغوطات الحياة، بل والصمود أمامها.

 

يملأ الشاشة ألوانًا ويحول الحزن إلى فرح ورقص

 

المقالة السابقةالحب حقٌ للوحيدين والمنبوذين
المقالة القادمة22 فيلمًا سَتصِف حالتِك العاطفية لدرجة ستُدهشِك
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا