اللمسات الشافية

837

 

بقلم/ وفاء مرزوق

 

“للمسات ذكريات”.. نعم للمسات ذكريات، وجسدك يتذكر ذلك حتى وإن لم تتذكرها بعقلك. جسدك يخزن اللمسات والأحضان والطبطبة والتقبيل، فيما يسمى بالـaha experience. قد نكون لم نحصل على تلك الأوقات والذكريات في طفولتنا نتيجة عدم انتشار تلك الثقافة بأهمية اللمسات الجسدية ومدى أهميتها، كالغذاء تمامًا الذي يلزم الحصول عليه لنمونا الجسدي. أيضًا تلك اللمسات مهمة لنمونا النفسي.

 

يظل الإنسان في احتياج لتلك اللمسات التي تجعله يشعر بالأمان والقبول والاحتواء، لكنه قد لا يجد الشجاعة للتعبير عن ذلك الاحتياج. نظرًا لتشوه مفهوم اللمسة وارتباطها بكل ما هو جنسي، وخصوصًا في المجتمعات الشرقية.

 

والحقيقة هي أن ليست كل اللمسات جنسية، لكن هناك لمسات تعبر عن الود والحب فقط. هناك لمسات تظل الكلمات عاجزة عن أن تحل محلها، خصوصًا في أوقات الحزن، فكل ما يحتاجه الشخص وقتها هو حضن يحتوي كل ما يمر به في ذلك الموقف. فنحن في كثير من الأحيان نقلل من قوة تأثير اللمسة والكلمة والابتسامة التي تستطيع تغيير الحياة.

 

وهناك العديد من الدراسات (يمكنك الاطَّلاع على بعض منها آخر المقال) التي نشرت عن أهمية واحتياج الإنسان للمسات من وقت لآخر، لسلامته النفسية ولتعزيز الجهاز المناعي أيضًا وتقليل العنف وتحسين المزاج.

 

وقد انتشرت منذ فترة فيديوهات تحت عنوان “Free Hugs” أو “أحضان مجانية”، لشخص يحمل لافتة في الشارع، يقدم حضنًا لمن يرغب. وبعيدًا عن كم التهكم والاتهامات التي وقعت على تلك الفيديوهات وما تقدمه، فإنه بالفعل احتياج عميق لدى الجميع، سواء تم التعبير والإفصاح عنه أم لا.

 

هذا بالإضافة إلى الطبيبة التي افتتحت عيادة لعلاج الأفراد بالأحضان، بناء على العديد من الدراسات التي أجرتها. فهي ترى أن ذلك يُقلل من حدة الحياة وظروفها الضاغطة على الأشخاص، ويساعدهم على الاستمرارية في الحياة بشكل أفضل وأكثر كفاءة.

 

أعتقد أن التصالح مع تلك الفكرة يبدأ بالتصالح مع مفهوم الجسد وكل ما يتعلق به. فذلك الجسد هو ما تسكن فيه روحك ونفسك. من الصعب احتقاره أو التقليل منه وتجاهله وعدم الاهتمام به

أو النظر إليه على أنه شر، أو أنه العدو الذي يجب علينا محاربته طوال الوقت.

 

أتمنى أن نتصالح مع أجسادنا ومع طرق التعبير المختلفة للود والحب والقبول والاحتواء عن طريقه. وأن لا نُقلل من أهميتهم في مساعدتنا على الاستمرارية في الحياة بإنسانية. فتلك اللمسات لا تقف عند حدود أجسادنا، لكنها تنطبع برقة في قلوبنا.

 

المراجع:

https://www.babycenter.com/0_baby-sensory-development-touch_10401108.bc

 

https://www.facebook.com/aimediaAUS/videos/10155746725444220/UzpfSTEwMDAwMzQ5NzE2OTAwMDoxNjgzNjEwNjQ1MDk4ODI1/?__tn__=K-R&eid=ARCXXKqyzJK8irJ-YbUe9kxVI4fX_hFSPUl_Eg0jDgvDmz-6qKRnlXNn7S_gH2D_z3MwHG9boq5wak56&fref=mentions&__xts__[0]=68.ARDEgNmGlUJPLZYM3A0gHP_JV6y4mt6QdVZphWgboi4g6WPyjwc1fgabBz4XxMSvIBEjvym_cJnLZZmPkpePCokpNF2cJBNmstZH1X3gAMmQG2j0lM3avWmcSoyz7QVYYJpmnpCtfVdlgnIEErKwjK3nBDB0ZYmOd0pDK3EjlqcK1lKmlT3GIHrII2vvULnW1sPTIDiXzNgkDoAqtLjktvfMr8yDAA

 

https://www.neuronation.com/science/human-touch-neglected-feeling

 

https://www.youtube.com/watch?v=hN8CKwdosjE

 

جسدك يتذكر اللمسات حتى وإن لم تتذكرها بعقلك

 

المقالة السابقةأبي.. أنت خنتني
المقالة القادمةخدي فرصتك التانية في المطبخ
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا