الصرصار الذي قصم ظهر البعير

1671

كنت في البيت لوحدي، وكان آخر اليوم وكنت مجهدة جداً، دخلت أوضة النوم وأنا بأحلم بالوقت اللي هاقضيه في القراءة وأنا مستلقية على السرير وبعدها أنام.

 

وبالصدفة عيني بصت فوق فلقيت صرصار كبير جداً ماشفتش في حجمه في حياتي. خرجت من الأوضة بسرعة وإتصلت بجوزي على الموبايل وأنا بأعيط، فقال لي إنه جاي لي على طول.

 

وبعدها كلمت ماما في التليفون وأنا باعيط جامد جداً، وهي عمالة تهديني. كنت خايفة جداً فلبست الإسدال ومسكت في إيدي الموبايل ومفتاح الشقة، وقعدت فوق ترابيزة السفرة، وعيني على الطرقة عشان لو لقيت الصرصار جاي أخرج من الشقة بسرعة لحد ما جوزي ييجي. 

 

وصل جوزي، ودخلنا ندور على الصرصار بس مالقيناهوش، فرشينا الأوضة وقفلناها وخرجنا نمنا على كنبة الصالون. 

 

في أثناء الموقف نفسه وبعده كنت مستغربة رد فعلي جداً، كل العياط ده وكل الخوف ده عشان صرصار؟!! ولما هديت شوية قعدت أفكر أنا ليه كنت بأعيط جامد كده.

 

وإكتشفت إن كان فيه حاجات تانية مخلياني حاسة بالقلق والغضب والوحدة..الخ، بس كنت كابتاها جوايا. وإرتحت جداً لما إكتشفت ده لإني كنت مستهيفة نفسي جداً إني أعيط وأخاف كده من صرصار. 

 

وقررت تاني يوم إني أتكلم مع الأطراف المعنية في الأمور اللي مسببة لي المشاعر السلبية دي، وفعلاً إرتحت لما عملت كده على الرغم من إن المشاكل ماتحلتش أو ماتحلتش فوراً، لكن التعبير عن المشاعر في حد ذاته مريح.

 

ممكن ألخص الموقف اللي حكيته ده في إني كان عندي مشاعر سلبية مكبوتة، وعشان كده ظهرت في صورة مشاعر الخوف المبالغ فيها من الصرصار. 

 

والمشاعر المكبوتة ممكن تتسبب لنا في مشاكل كتير جداً زي:-

 

غضب وإنفجار في ناس مالهومش ذنب أو لأسباب تافهة.

 

صداع، حموضة، مغص، إرهاق مستمر…إلخ.

 

إحباط وسدة نفس عن أي شيء في الحياة.

 

إدمان سلوكيات نهرب بها من نفسنا زي التسوق، التليفزيون، الإنترنت، الجنس، المخدرات..الخ.

 

انتقاد الناس دائماً.

 

التشدد في الدين أو الإهتمام الزائد عن الحد بالطقوس الدينية على حساب المعاملات والأخلاق وجوهر الدين.

 

وعشان تتجنبي المشكلات دي كلها محتاجة تعودي نفسك على إكتشاف مشاعرك والتعبير عنها أولاً بأول. لو لاحظت أي تغير في مزاجك، إسألي نفسك: 

 

أنا حاسة بإيه: غضب، حزن، إحباط، ذنب، …الخ؟

 

ليه حاسة بكده؟ أو إمتى حسيت بكده؟ إيه الموقف اللي من بعده حسيت بالمشاعر دي؟

 

إيه التصرف السليم في الموقف ده؟ 

 

هيكون مفيد جداً لو إخترتِي حد قريب منك تشاركيه مشاعرك، حد يكون أهل ثقة ومستمع جيد وهيقدَّر مشاعرك. 

 

مشاعرنا عاملة زي الحصان اللي لو مانجحناش في ترويضه هيودينا مطرح ما هو عاوز أو هيقلبنا على الأرض، ولو إتعلمنا نمسك بزمامه هنقدر نروح به للي بنتمناه في حياتنا. 

 

المقالة السابقةقلب الفراشات
المقالة القادمة5 طرق لتقديم المساندة إلى من يحتاجها

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا