الجنس.. واقع مش توقع

1200

 

السينما كانت دايمًا بترسم بدايات ناعمة ومثالية للعلاقة الحميمة، كنهاية حتمية لمشاهد المناغشة والملاغية بين البطل والبطلة، بدايات متفرقش كتير عن غزل البنات، مليانة سكر بيدوب، متقدرش تمسكه بس ضروري هتدوب معاه ف حلاوته، وده في اللحظة بالظبط اللي مقص الرقابة هيتدخل ويسيب الباقي لخيالك.

 

لو إنتي مش متجوزة ففي الغالب خيالك هياخدك ويطير، أما لو متجوزة ففيه احتمالات تقابلي شوية مطبات هوائية وإنتي بتحاولي تطيري، وده من واقع إنك عارفة حقيقة التجربة.

 

سألت على واحدة من مجموعات الواتس آب المخصصة للستات عن الحاجات اللي فاجئتهم في العلاقة الحميمة وكانت مختلفة تمامًا عن خيالهم أو توقعاتهم قبل الجواز، ورغم إنه واحد من التابوهات الكبيرة جدًا -اللي بيخلي المفاجآت تفضل مفاجآت وبيضمن نجاح الاصطدام بصخرة الواقع على مر العصور- إلا إننا وسط ضحك كتير وسخرية من نفسنا وتجاربنا، ومحاولاتنا لقول الكلام بالمتداري، قدرنا نوصل لنقط مشتركة جدًا، سمحولي إني أنقلها في المقال ده:

 

*ملحوظة مهمة للآنسات والعُزَّاب: دي مجرد مفاجآت مشتركة وساخرة بتمر بيها الستات، اوعوا تصدقوا أبدًا حد يقولكم الجواز مقلب ويحاول يكسر مجاديفكم، أو يقولكم عليه وحش وهو مبسوط جوة.

تعرفي على: المزلق الحميمي: ما فوائد المزلق وأضراره وطريقة استخدامه

1- لأ مش على سنجة عشرةشهر العسل بالكتير هو اللي بتكون فيها البطلة خارجة م الكوافير ومكياجها مضبوط ع الواحدة ولابسة الحتة اللي ع الحبل، لكن بمجرد العودة لساقية الحياة الطاحنة ده مبيحصلش في أكتر من 80% م الأوقات، بالذات لو البيت فيه طفل أو أكتر، لأن القاعدة بتكون “الاستحمام يستحق الاحتفال”. في الغالب مش هتحتاجي حتى ربع شنطة اللانجيري الكبيرة اللي بتجمعيها من أيام مراهقتك المبكرة للحدث السعيد (وهو الربع اللي هتستخدميه ف شهر العسل وبعدها هتعيدي وتزيدي ف حاجتين بترتاحي فيهم).

 

2- الذهن الجميل الصافيالمشهد المثالي اللي بيخطفنا في الأفلام محدش قال فيه إن البطلة بتفكر في لقطات ومضية سريعة متقطعة، إنها نسيت تنزل فرخة لغدا بكرة م الفريزر، أو إنها موضبتش للبت شنطة المدرسة لبكرة وده هيأخرها على الباص، أو إن نيفين الرخمة مردتش عليها ف الواتس آب، أو إنها شمت ريحة تقلية عند الجيران العصر ونفسها هفتها ع الفتة، أو تفكر في مصروف البيت إزاي هيظبط، ودي هي الفكرة الفصيلة اللي بتاخد المركز الأول غالبًا.

 

3- من أكتر الحاجات الغريبة اللي اكتشفتها بعض الستات بعد الجواز، إنهم ممكن يوصلوا للنشوة الجنسيةوده قد ما هو خبر مؤلم جدًا على المستوى الثقافي والاجتماعي، إلا إنه طبعًا مفاجأة لذيذة بلا شك على المستوى النفسي والزواجي، خاصة في التجارب اللي فيها شريك محب ومتفاهم بيساعد مراته تكتشف نفسها وتعرف إيه اللي بيسعدها.

 

4- قبل وبعد اللحظة الحاسمةفي الموضوع ده بالذات المشكلة معظم الوقت مش بسبب واحد من الطرفين، لكن بسبب إننا بنعيش في بلد ظروفها ضاغطة جدًا، بتخلي المشهد القبلي أو الـforeplay رفاهية، والمشهد البعدي هو النوم، فجأة كده وبسرعة وقبل ما حد ينتبه أصلاً. لأننا في الغالب راجعين م الشغل مرهقين، وهنصحى بدري عشان نلحق نجري في الدوامة اللي مش بتنتهي حتى مع نهاية الأسبوع.

متتخضيش لأنه حتى في الجري فيه سعادة وونس مستخبيين، إحنا مش بندور على الأرض لوحدنا، الأرض كلها بتدور، ولهذا خلقت الأجازات، وإلا ميبقاش لها معنى!

 

5- السكينة في الحلاوةقبل مشهد العلاقة البيرفكت اللي بيخلص بابتسامة واسعة وتنهيدة كبيرة، بيكون في الحقيقة في أوقات كتير رمادية جدًا ومش مفهومة ومش واضحة، بتبقى شبه عك الستات ف الطبخ أول الجواز، هو يتاكل بس مش مفهوم هو إيه ولا إيه اللي ناقصه بالظبط، ليلة الدخلة وفض غشاء البكارة مش أسطورة، ولا ليلة ملحمية، وهي بالمناسبة مش أسعد الليالي الجنسية إلا لكونها الأولى وفيها بهجة البداية، لكنها بالنسبة لبنات كتير بتكون محفوفة بالمفاجآت والدهشة والارتباك وساعات بالألم. ولحد ما يوصل الزوجين لمرحلة إن العلاقة زي السكينة في الحلاوة لازم كلام كتير وتفاهم وتعبير صريح عن اللي بيضايقنا واللي بنحبه واللي بنتوقعه، والحقيقة كمان مفيش بديل عن الكلام الصريح؛ الإحساس لوحده مينفعش.

 

6- الكسل واللياقة البدنيةلأننا جيل بيحاول يكون مختلف، فكتير جدًا من الستات حاولوا يقروا ويتثقفوا جنسيًا قبل الجواز، وده النص المليان م الكوباية، النص التاني والمفاجئ هو اكتشافهم إنه ممكن يحوشهم عن الشقلباظات والأوضاع المختلفة حاجات بسيطة جدًا -غير ملة السرير كما يبدو في الأفلام- لكن الكسل اللي بيخلي الواحد مش قادر يقوم يعمل ساندوتش وهو ميت م الجوع، ممكن جدًا يستمر في أوضة النوم، خاصة لو كان يوم شاق ومرهق ضاع أكتر من نصه على كوبري أكتوبر أو الدائري. بالإضافة إن كتير من الأوضاع الحميمة اللي بتشرحها الكتب أو الرسوم التوضيحية بتكون محتاجة لياقة بدنية عالية، وإحنا مصريين في الأول والآخر.

 

7- جوزك على ما تعوديهزي كل تفاصيل العادات اللي بيكتشفها الزوجين في بعض بعد الجواز، فيه تفاصيل متناهية الصغر ممكن تبان في العلاقة الحميمة، صغيرة صحيح لكن عندها قدرة فصلان عالية، زي عادات النظافة الشخصية، ريحة الفم والعرق والشعر غير المرغوب فيه ف أماكن مختلفة، الزوج ممكن يفضل حاسس بفصلان، وبتتردد ف دماغه كلمة واحدة “روحي اغسلي رجلك”، والزوجة ممكن تفضل متكدرة لأنها عايزة تقوله “امضغ لبان بعد السجاير”. التعود بيحل كتير من المشاكل دي ساعات، بس برضو مفيش بديل عن الكلام بصراحة بالأسلوب المناسب في الوقت المناسب، عشان نتجاوز التفاصيل الفصيلة.

 

8- البيضة ولا الفرخةبعكس نصيحة الأمهات والجدات، بأن العلاقة الحميمة ممكن تصلح اللي بايظ بين الزوجين من مشاكل وخلافات، فيه شبه إجماع بين الجيل الحديث من المتزوجين إن إذا التفاهم واللطف والمودة والمراعية بين الزوجين متوفرين على مستوى الحياة اليومية، ده بيدي فرص أحسن للاستمتاع بالعلاقة الحميمة وتطويرها، لكن العكس مش دايمًا صحيح.

 

9- رباط مقدسالامتداد الطبيعي للنقطة اللي فاتت بيقول إن العلاقة دي إذا فهم الزوجين سرها، وادّوها حقها من الاهتمام في الشغل عليها، والدرجة الكافية من التفاهم والتصارح، إذا عرفوا إنها باب سحري للسعادة المشروعة والمتجددة، ومحدش استخدمها كأداة ضغط أو قهر أو استغلال أو أنانية، في الوقت ده بيكونوا أدركوا سر ربنا في الجواز، وليه هو رباط مقدس، مساحة كبيرة من القلب والعقل بتنور وبنصدق إن المعجزات مش لحظة معمول عليها فوكس ومحطوط عليها برواز زي مشاهد السينما، إنما هي رحمة وسكن ومحاولة وانبساط مستمرين، حتى لو كان في خلفية المشهد إننا بنجري بسرعة عشان نلحق لحظة حلوة قبل ما الباص بتاع الولاد ييجي أو قبل حلة الرز ما تشيط.

المقالة السابقةحتى أجد دعمًا من زوجي.. ستظل طفلتي وحيدة
المقالة القادمةأن تؤمن
كاتبة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا