الأحمق لا يسامح ولا ينسى

2939

كتير مننا بيمروا بتجارب فاشلة في الحياة، سواء تجارب دراسة، شغل، ارتباط، وعلى أد قوة الآمال اللي بنبقى معلقينها ع التجارب دي، ومدى إيماننا بيها، على أد خيبة الأمل اللي بنحسها والجرح اللي بيكسرنا.

 

الإرادة والوقت همّ السلاحين الوحيدين القادرين إنهم يخلونا نتجاوز الصدمة ونكَمِّل. بس هنكَمِّل إزاي لو فضلنا خايفين من شبح الفشل؟! والأهم، هنكمل إزاي من غير ما نسامح و/أو ننسى؟!

 

فيه مقولة بتقول:

 

“الأحمق لا يسامح ولا ينسى، الساذج يسامح وينسى، أما الحكيم فيسامح ولا ينسى”.

 

وفيه مثل إنجليزي كمان بيقول:

 

 “It is important not only to forgive but rather to forget”

إلى أي مدى ممكن الكلام ده يكون حقيقة؟

 

وهل نفس الاختيار يصلح في كل الأحوال ولا هيختلف باختلاف الشخص والتجربة؟

 

كنت قريت زمان إن التسامح والنسيان عشان يتحققوا لازم الإنسان يعدى بـ3 مراحل: الغضب- الكُره- الشفقة. 

 

في الأول هنمر بمرحلة غضب عارم من الشيء أو الشخص اللي اتسبب في الجرح اللي حصل، بعدين ندخل مرحلة الكُره الأعمى، ولما تخلص نوصل للمرحلة الأخيرة.. الشفقة، ودي بتخلينا نشوف الحدث في حجمه الحقيقي، وإنه مكانش كبير أوي زي ما اتصورنا، ولا إنه حياة أو موت، بالعكس، ده كمان ممكن يكون أضعف مننا ومليان عيوب، بس السكينة كانت سارقانا فمشوفنهاش في الزحمة.

 

ساعتها بنقدر نسامح لأننا فعلًا بنكون تجاوزنا الحَدَث والإساءة والألم، وبقينا أكبر منه، فبنكون قادرين نرمي الموضوع ورا ضهرنا ونستمد منه قوة ودرس يفيدنا قُدام، بس هل بننسى فعلًا؟

 

معتقدش، اللي بيحصل بيكون تناسي للحدوتة كلها، بتسقط من الذاكرة وتستخبى ورا ستارة، فمنفتكرهاش غير لو حصل حاجة فكرتنا بيها، ساعتها بنستغرب، يااااه! إحنا إزاي كل ده كنا ناسيين؟! ولما بييجي الوجع على بالنا مبيألمناش، إنما بيسيب شوية مرارة، وفي نفس الوقت بيجدد إيماننا بنفسنا، وبإننا مش ضُعاف بجد زي ما وقت الجرح بنتصور، فنحب روحنا أكتر.

 

في مسلسل “أبيض غامق” بنلاحظ إن كل بطلة عندها مشكلة أو سر مش عارفة تتجاوزه، وده مخليها هربانة جوة روحها، مبتسمعش غير صوتها وبس، وده اللي بيزود إحساسها بالفشل والغضب والخوف.

 

شهيرة: كانت مشكلتها إنها مش قادرة تسامح نفسها، سواء على فشلها العملي، أو على إنها خانت ثقة أهلها وخذلتهم لما صدّقت الراجل اللي حبّته وسلمته نفسها، فضل إحساسها يكبر لحد ما اتخلق جواها وحش الخوف من إنها ترجع بلدها، لأنها مش هتقدر تعترف باللي حصل.

 

الخوف رغم كونه إحساس معنوي، لكنه طول ما هو مسيطر على صاحبه هيفضل واجع قلبه وعمال ينهش في راحة باله، فيفضل واقف في مكانه، وبالتالي ميقدرش يوزن الأمور صح. فكانت النتيجة إن شهيرة قررت تصلح غلطها بغلط أكبر، مش هتدفع تمنه هي لوحدها، لأ وكمان إنسان تاني ملوش ذنب هيدفعه معاها. 

 

أما سهام: فكانت مشكلتها إنها مش قادرة تتخطى مرحلة الغضب والكُره، عشان كده لا عارفة تسامح ولا عارفة تنسى، وعايشة جوة حكايتها طول الوقت شايفة الأمور بحِدّة من غير ما تحُط نفسها مكان باقي الأطراف أو تسمع منهم قبل ما تحكُم عليهم بالنفي.

 

طب إيه الحل؟

الحل هو المواجهة، واجهي خوفك، واجهي فشلك، واجهي أعدائك واللي غلطوا في حقك، اسمعي أعذارهم اللي يمكن تكون حقيقية فتغيّر موقفك، أو تكون أقبح من ذنوبهم فتساعدك تسرعي من عملية النسيان. المهم إنك متستسلميش لإحساس بيقضي عليكي، وافتكري إن اللي بيخاف من الألم بيتألم من الخوف، وإن كلنا بنغلط، وبالتالي كلنا لازم نسامح ونتسامح.. كل الحكاية إننا محتاجين شوية وقت.

 

كل الأفكار دي وأكثر يناقشها مسلسل “أبيض غامق”.. يمكنكم متابعته حصريًا على “نون”  أضغط هنا

 

 اسمعى كمان : أضغطى هنا

المقالة السابقةجواز الصالونات الإلكتروني
المقالة القادمةقالوا عن المرأة: شكى حكى بكى
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا