اسمع للصوت اللي جواك

877

 

بقلم/ إسراء عبد الجواد

 

“حب ما تعمل حتى تعمل ما تُحِب”.. لو فيه ناس كتير مننا متفقين مع الجملة دي فأنا ضدها تمامًا. الجمله دي هي اللي ممكن تخليك في وظيفة أو مكان إنت مُفتقد فيه نفسك وراحتك، ودايمًا هيوصلك إنك تبقى مضغوط في حياتك. هتلاقي نفسك سنين بتمُر عليك وإنت موصلتش لشغفك ولا حققت اللي نفسك فيه.

 

مش صح إني أبقى موجود في مكان لمُجرد إني في وظيفة كويسة. لازم تسأل نفسك.. إنت مبسوط؟ حاسس براحة في المكان ده؟ اتكلم مع نفسك وطلع اللي جواك وحاول تسمعلها؛ هي الوحيدة اللي عندها كل الإجابات على الحيرة اللي جواك.

 

هتلاقي إن فيه جرس إنذار بيقولك لأ، مش حاسس براحة، دايمًا مخنوق وحاسس إن عندي مهارات أحسن من كده ومش لاقي نفسي في الوظيفه دي، مش شايف إن المكان ده هو اللي هيوصلني للحاجه اللي بحبها.

 

في اللحظة دي هيبدأ صراع ما بين اتنين جواك.. الأول هيقولك سيب الوظيفة اللي إنت مش حاببها واسعى في اللي بتحبه واعمله، والتاني هيقولك خليك هنا، فيه ناس كتير تتمنى تبقى في المكان ده. الصراع ده لما كان جوايا كنت بحس إني متكتفة، كل واحد من الاتنين دول بينافس التاني بقوة، كل واحد منهم بيحاول يقنعني بوجهة نظره ومش قادرة أتغلِّب على حد منهم.

 

عايزة أعمل اللي بحبه جدًا، في نفس الوقت خايفة أخسر اللي في إيدي، واللي كان موقفني مكاني أكتر جملة “حب ما تعمل حتى تعمل ما تُحب”، اللي مكنتش بسمع غيرها الفترة دي من كل الناس اللي حواليا.. بس فضلت برضو مش مرتاحة ومش مبسوطة إني أكمل في الشغل اللي أنا فيه، كان لازم في الوقت ده أحسِم الصراع وأختار، والحقيقة إني لما قررت أسمع لنفسي حسيت براحة أنا كنت مفتقداها، فهمت يعني إيه يبقى عندي شغف لحاجة بحبها، يعني إيه أكون مستمتعة بكل لحظة بتمُر عليَّ وأنا بعمل الحاجة دي.

 

أوقات كتير في حياتنا بنمشي في طُرُق بتكون فيها علامات من البداية إنها مش صح. بس مش بنسمع للصوت اللي جوانا وبنُصِر إن إحنا نعاند كل حاجة حاسين بيها وبرضو بنكمل.

 

لو مش قادر تحب الوظيفة اللي إنت فيها سيبها واعمل الحاجة اللي بتحبها. الناس اللي وصلت وحققت اللي إنت نفسك تحققه تعبت وعدت بمصاعب كتير عشان يوصلوا، مستسهلوش وقبلوا وظيفة وضيعوا وقت وسنين على أمل إن الفرصة هتيجي، هم اللي خلقوا الفرصة وحاربوا عشان يوصلوا.

 

“مكسيم جوركي” الأديب المعروف قال: “عندما يكون العمل متعة تكون الحياة مبهجة.. أما إذا كان واجبًا تكون عبودية”. الجملة دي صح جدًا وتستاهل إنك تاخد الخطوة. اسمع للصوت اللي جواك، الطريق صعب ومش سهل، بس في آخره هتلاقي متعتك بنجاحك بتنسيك كل ده.

 

الجملة اللي ضيعت أحلامنا: حب ما تعمل حتى تعمل ما تُحِب

 

المقالة السابقةالشعور بالوحدة في خريف العمر وكيف أحب نفسي؟
المقالة القادمةالقذف بحجارة التنمر
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا