بقلم/ سارة وحيد
"يا شمس يا شموسة.. يا حلوة يا عروسة".
عروسة! لعله خير. الزواج وموضوعاته الكثيرة والتي لا نَمل من الحديث عنها. وإنني في الحقيقة لن أمل في أن أجعل الزواج موضوعًا لهذا المقال.
المرأة.. هذا الكائن العجيب الذي يعد لغزًا لبعض العقليات، أثار المشكلات الجامة. أنت امرأة ولذلك فعليك بالزواج؛ الدواء لكل الصعاب. لكنه عند بعض النساء هو الداء نفسه. هل فستان الفرح طوق نجاة أم نهاية الحياة؟ اعتادت جداتنا قول إن الزواج "سُنّة الحياة" وأنه "شر ولا بد منه". ولكن هل تعتقدون أن المشكلة تكمن في الزواج؟
فستان الفرح والطرحة. و"طلي بالأبيض طلي يا زهرة نسيان" حلم بعض الفتيات. لكي تطل على المعزومين بطلّتها البهية، لأنها في هذه اللحظة ملكة هذا اليوم. إنها اختارت حبيبها والذي سيعيش معها "على الحلوة والمُرّة". إنها فقط تريد أن تنعم بحياة هادئة ومستقرة. إنها تعبت كثيرًا في حياتها. شعرت أن الدنيا وما فيها تتآمر عليها، ولذلك عندما أحست بحبه لم تبخل هي الأخرى في حبها له. هي أعطت لها الفرصة لكي تقرر مصيرها فهي في مرحلة الاستعداد.
هناك من لم يحظين بحق تقرير المصير هذا. انجرفن وراء القيل والقال. أنهن كبرن في العمر الآن، وعليهن أن يسرعن لالتقاط العريس وعدم إعطائه الفرصة للفرار. هن لديهن الحق في ذلك. ولكن ليس لهن الحق في التعامل من أنفسهن على أنهن سلعة، وإذا آن الأوان لبيعها لا بد وأن يصير ذلك.
فهناك من لا يحب أن يتهم الزواج بهذه الاتهامات الزائفة التي يروجها أصحاب الحظ التعيس في تجارب الزواج. المشكلة تكمن في معتقدات المجتمع وبعض الفئات فيه، الذين حاولوا إرساء قواعد عامة ولا يعترفون أن لكل قاعدة شواذ. ومن شواذ هذه القاعدة -وإن صح القول- أن هناك النساء اللاتي "يحسبنها" قبل اتخاذ قرار الزواج. لأن الزواج بالنسبة إليهن هو حق تقرير المصير. هذه كلمة كبيرة وربما لا تكون مناسبة هنا، لكنها في حقيقة الأمر الكلمة الأنسب استخدامًا.
الزواج لا يرتبط بفستان الفرح فقط، وأن "طنط فلانة سوف تتغاظ لأنني تزوجت قبل ابنتها". لا.. الزواج مسؤولية كبيرة. إنه بداية حياة يضع خطواتها كل من الزوج والزوجة. ولذلك هناك الفتيات اللاتي يفكرن جيدًا قبل اتخاذ هذه الخطوة. فبعدها سوف يتبدد فستان الفرح بكل ذكريات هذا اليوم لإعلان ميثاق جديد يضمن بداية إقامة حياة سوية.
حدث وأن تم الزواج.. بعدها يكون هناك أحد السناريوهات.
السيناريو الأول: عدم قبول الآخر.. يحاول الزوج أن يضع قواعده وقوانينه ودساتيره. لأنه رئيس هذه الدولة. شقته دولته هو.. زوجته شعبه هو، وعلى الشعب أن يطيع ويخضع للحاكم. وتبدأ حالة الاستعباد التام. فإذا نطقت الزوجة وتجرأت على قول إن ما يحدث لا يعجبها. تبدأ المهاجمات، وأن على الزوجة طاعة زوجها وعدم مناقشته في شيء. وبالتالي تنعدم لغة الحوار ولا يكون هناك حسن الجوار.
السيناريو الثاني: أن يكون الزوج متفهمًا طبيعة من يعيش معه. يعامل زوجته بكل مودة ورحمة. يحترم آراءها. ولكن يكون هناك ظلم لهؤلاء الفئة من الرجال، لأنه في نظر البعض "يسمع كلام مراته وعليه أن يرفض كل طلباتها لكي يثبت رجولته".
ليس هناك مشكلة في أن بعض الفتيات يؤجلن فكرة الزواج. ربما أنهن يشعرن أنهن غير مؤهلات بعد. إنها حياة جديدة تتكون من مسؤوليات عدة. إنها الآن ستكون زوجة وأمًا، لديها الكثير من الواجبات لكي تقوم بها. وهناك رجاء.. لا تتسرعوا في الحكم عليهن.. إنهم لا يبطرن ويتكبرن، إنهن يريدن بعض الوقت لكي "يكونوا قد هذه المسؤولية". فإنهن يفضلن إعداد أنفسهن لكي يكُنّ في أكثر حالات الاستعداد.
فأنت أيتها الفتاة ذات الشعاع النوراني. هل أنت في حالة استعداد أم استعباد؟