إنت مش حر.. ولا أنا كمان

542

مفتتح

 

“نون” عملت ملف اتكلمت فيه عن “سجن النسا”، الملف كان بيناقش مسلسل كاملة أبو ذكري ومريم ناعوم من وجهات نظر مختلفة، كاتبات كتير اتكلموا عن سجن النسا، كل النسا، اللي مسجونة في بيتها واللي مسجونة في أفكار المجتمع، واللي مسجونة في المسلسل.

 

الملف ده كان رائع، ممكن تقروا مقالاته كمفتتح للمقال ده. أضغط هنا 

 

متن

 

من فترة طويلة وأنا بفكر في فكرة تبدو كسولة أوي وغير متحملة للمسؤولية، بقالي فترة بفكر في الستات العاملات، البنت أو الست اللي بتشتغل عشان تحقق ذاتها أو عشان تصرف على نفسها أو عشان عندها وقت فراغ أو حتى عشان تصطاد عريس.

 

طول الوقت بفكر إن نسبة كبيرة من الستات دول بيشتغلوا اختياريًا، يعني فيه بنات كتير أوي بيشتغلوا لحد فترة معينة، في يوم من الأيام هيتجوزوا وهيقعدوا في البيت، ويبطلوا ينزلوا الصبح ويركبوا مواصلات وهيترحموا من لبس الوش المبتسم طول الوقت عشان محدش يسألهم “مالك؟”، ونسبة تانية بيشتغلوا وهمّ عندهم أب في إمكانه إنه يصرف عليهم وممكن يتستتوا في البيت من بكرة.

 

الفكرة دي بيلازمها طول الوقت في دماغي فكرة إن الرجالة معندهمش الأوبشن ده، وإن مفيش راجل هيتجوز ويقعد في البيت، ولا شاب ممكن بكرة يقول لأبوه مديري بيعاكسني فيقوله اقعد يا حبيبي في بيت أبوك تاكل لقمة وترمي عشرة. وأقعد بقى أتصعبن على حال الرجالة، ويا عيني هيفضل طول عمره يلف في الساقية! ومفروض عليه تبعًا للناموس الكوني إن هو اللي يقول للتانيين اقعدوا في البيت وهو محدش بيقوله كده، غلبان والنبي!

 

أنا عارفة إن الفكرة مش منطقية وتنم عن ضعف في تحمل المسؤولية ورغبة دفينة في الأنتخة والكسل، والبنت زي الولد مهيش كمالة عدد، وكل الكلام اللي هسمعه من المدافعين عن حقوق المرأة.

 

ما علينا.. المهم إني لما فكرت لقيت إن حتى البنت اللي بتشتغل عشان أي سبب غير إنها هتموت من الجوع لو مشتغلتش، هي كمان مربوطة في ساقية، زيها زي الراجل اللي مش من حقه يقدم استقالته ويقعد في البلكونة يقزقز لب.

 

كلنا مربوطين في سواقي المسؤولية، حتى لو مش مسؤولية مادية، كل البشر مربوطين في ساقية اسمها المسؤولية الأدبية، إنك مينفعش تسيب كل حاجة وتقول مش لاعب، الكل حاجة دي متمثلة في بيت ثقلت عليك مسؤوليته، في صحاب مش قادر تديهم حاجة لأنك مخوّخ من جواك ومحتاج ترميم، في جسم مينفعش تسيبه يمرض، في زوج أو زوجة محتاجين دعم وإنت في أقصى لحظات احتياجك، في حياة مفيهاش زرار Pause يمكنك إنك توقف كل حاجة وتسند ضهرك على حيطة الزمن وتاخد نفسك.

 

المسؤولية الأدبية اللي بتخليك طول الوقت مطلوب منك حاجات، إنت خلاص كبرت ومبقاش ينفع تقف وتدبدب في الأرض برجليك وتقول مش لاعب، طول الوقت إنت بتلف في الساقية، إنت كبرت واتسجنت واللي كان كان، اتعامل مع ده بقى من غير صداع، عشان صدقني مهما صرخت محدش هييجي ياخدك من إيدك ويجيبلك حاجة حلوة ويركبك المرجيحة.

 

خاتمة

 

على رأي الشاعر الإنجليزي:

 

“أود أن أنام

ولكن لا زالت هناك أميال يجب أن أقطعها

ومواعيد يجب أن أوفي بها”

 

المقالة السابقةيا مخوفاتي اخرج من حياتي
المقالة القادمةالإقامة الجبرية
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا