كيف تدللين نفسك عن طريق القراءة؟

1917

تخيلي كده لو فيه كتاب للدلع فعلاً، كتاب موجود فيه خطوات لو نفذتيها هيتحقق الدلع ده والنفسية هتستقر، تخيلتي؟ انسي بقى اللي تخيلتيه ده خالص، عشان طبعًا مفيش كتاب لقوانين الدلع، ومفيش قواعد الدلع الأربعون، والدلع ملوش كتالوج أصلاً.

 

ولأن الدلع ملوش كتالوج، وكل حاجة في الحياة ممكن تستخدميها عشان تحسِّني حالتك المزاجية، في المقال ده هنقولك إزاي تستخدمي الكتب في إنك تدلعي نفسك، وتكافئيها على إنها متحملة كتب المدرسة بتاعة الولاد ومذاكرتهم اللي مبتخلصش، ده غير إن طقس القراءة نفسه بيفرق جدًا في نفسية الإنسان، وإنتي نفسيتك تستاهل التظبيط.

 

أنا بقرأ عشان حياة واحدة متكفينيش، وعشان حياتنا أصعب وأعقد وأتقل من إني أعيش كل الحاجات اللي كان المفروض أستمتع بيها في الدنيا، فبقرأ عنها ع الأقل، وعشان أنا بحب التلصص، بحب أتفرج على حيوات تانية ودنيا تانية وناس تانية وأعيش معاهم حياتهم، وعشان أنا محتاجة خبرات ومحتاجة أتعلم عن كل حاجة في الدنيا، محتاجة شبابيك أبص منها ع العالم الواسع وأنبهر بكل حاجة فيه، الدنيا أوسع من حياتنا وأحلى من واقعنا، وأنا عايزة أعيش كل الجمال ده وعمري وإمكانياتي ميكفوش، فبعمل إيه؟ بقرأ.

 

طب إزاي تدلعي نفسك بالكتب؟ وإزاي ممكن القراءة تعدل مزاجك؟

 

أولاً: متسمعيش كلام حد

إحنا عايشين في مجتمع ضاغط، لو إنتي ست بيت هتلاقي اللي يقولك قراية إيه وبتاع إيه هو إنتي بتحضري دكتوراه؟ ولو إنتي بتشتغلي هتلاقي اللي يقولك قراية إيه وبتاع إيه هو إنتي عايزة تمققي عينيكي وخلاص! مش كفاية شغلك؟ لو إنتي بنت هتلاقي اللي يقولك ذاكري أحسن، ولو متجوزة هتلاقي اللي يقولك هو إنتي فاضية للكتب؟

 

متسمعيش كلامهم، الكتب مهمة ليكي إنتي، لو بتقري روايات هتلاقي عالم مستنيكي جوة الكتاب وكأنك أليس في بلاد العجايب، هتلاقي نفسك مستنية وقت القراية ييجي عشان تفصلي من كل حاجة وتخطي جوة العالم السحري اللي بيتخلق بمجرد ما تفتحي الكتاب وبيختفي لما تقفليه. ولو بتقري كتب فكرية بعيدًا عن الرواية هتلاقي مخك بيفتح مع كل سطر، هتلاقي أسئلة أكتر بتيجي في دماغك مع كل صفحة تخليكي عايزة تدوري أكتر وتعرفي أكتر، هتلاقي نفسك فخورة بنفسك في كل مرة تسمعي عن حاجة وتلاقي نفسك عارفة عنها حتى لو بقدر قليل، القراية هتفرق معاكي إنتي، فكملي، ولو لسة مبتديتيش اسمعي كلامي وابتدي.

 

ثانيًا: تبتدي إزاي؟

الخطوة دي مخصصة ليكي لو لسة جديدة في القراية، لو عايزة تعرفي تقري إيه وتجيبيه إزاي ومتلخبطة، دوري ع الجروبات المهتمة بالكتب والقراية، هتلاقي كذا جروب مشهورين ع الفيسبوك أعضائهم بيتناقشوا في قراءاتهم وبيرشحوا لبعض كتب، ممكن تسأليهم أو تتابعي نقاشاتهم، وتبتدي تقري عن الكتب اللي بيناقشوها ولو شدت انتباهك تقريها.

 

ممكن كمان تسألي واحدة صاحبتك مهتمة بالقراية، خليها ترشحلك حاجات أو استلفي منها كتب عشان تجربي الأول، اقري ريفيوهات للكتب على مواقع الريفيوهات المشهورة زي جودريدز، ده هيحمسك وهيخليكي قادرة تاخدي قرار تقري إيه ولمين.

 

ثالثًا: الكتب غالية.. طب وبعدين؟

أنا معاكي إن الكتب فعلاً غالية، بس الخطوة دي هتخليكي يبقى عندك كنز بفلوس قليلة، أول حاجة معرض الكتاب لازم تستغليه، هتروحي سور الأزبكية وتقضي وقت طويل تقلبي في الكتب وتدوري على الحاجات اللي نفسك فيها، الكتب القديمة بتكون أرخص طبعًا.

 

برة معرض الكتاب إنتي ممكن تروحي سور الأزبكية نفسه لو إنتي قاهرية، أو شارع النبي دانيال لو إنتي إسكندرانية، ولو إنتي من أي محافظة تانية دوري على أماكن ومكتبات بتبيع كتب مستعملة، هيساعدك في ده الناس اللي من نفس محافظتك والموجودين في جروبات الفيسبوك المهتمة بالقراية.

 

كمان فيه كنز كبير اسمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، خاصة سلسلة الجوايز، هتلاقي هناك الأدب المترجم بأسعار مش هتصدقيها، ده غير دار الهلال اللي لو روحتيها هتفرشي هناك ع الأرض وتعيشي عندهم، دول بقى بيطبعوا طبعات مدعمة من الكتب هتخليكي تجمعي كنز حقيقي، الكتاب سعره مش هيتعدى الخمسة جنيه والفرق بينه وبين طبعة دار النشر الخاصة هو الغلاف ونوع الورق.

ده غير طبعًا الخيار الأسهل واللي محدش يقدر ينكر اكتساحه مؤخرًا، الكتب البي دي إف، الكتب الإلكترونية اللي بتتسرب ع النت. أخلاقيًا الموضوع بيحمل تساؤلات كتير، بس في ظل ظروفنا التساؤلات دي بتسكت خالص، خاصة لو الكتاب اللي نزلتيه بي دي إف ده بيتباع بفلوس كتير أو مش متوفر.

رابعًا: الطقوس

الدلع من وجهة نظري له علاقة وثيقة بالطقوس، كل ما بقى عندك خطوات وعادات وطقوس خاصة بيكي إنتي كفرد وملهاش علاقة بدورك ف الأسرة، كل ما حسيتي بقيمة نفسك هتدلعيها، وصدقيني لما تهتمي بمزاجك ده هينعكس على كل أسرتك.

خلي القراية طقس، قبل ما تنامي ف سريرك مع كوباية حاجة دافية، ويا سلام لو كانت كوباية لبن، اللبن الدافي مفيد للأرق، ده غير عضمنا اللي نقص الكالسيوم خلاه اشتكى، اقري إن شالله صفحتين هتلاقي ذهنك بقى صافي وروحتي ف النوم وإنتي مبسوطة، أنا متفهمة إن لما يومك بيخلص بتترمي ع السرير من الإرهاق وتنامي قبل ما دماغك تلمس المخدة، فلو معندكيش أوبشن قبل النوم خلي القراية اصطباحتك مع كوباية الأي حاجة اللي بتشربيها عشان تفوقي وتواجهي يومك، أو بعد ما أهل البيت يمشوا وكل واحد ينزل يشوف مصلحته، المهم إنك تعملي معاد محدد وطقس شبه دائم عشان تدلعي نفسك صح.

في النهاية عايزة أقولك إنك حتى لو منفذتيش كل ده وكان عندك خطواتك وطقوسك للقراية، ففي النهاية النتيجة واحدة، إنتي بتستمتعي بوقتك وبتشغلي عقلك وبتوسعي مداركك، والعالم بتاعك بتغيريه بإيديكي وبمساعدة كتاب.

المقالة السابقةالحلق القاتل
المقالة القادمة6 أفكار مستخبية لتدليع النفسية
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا