أنا وجولي وجوليا

663

إلى إيهاب 

أنت زبدة خبزي وبهجة أيامي 

*** 

 

جولي وجوليا أكتر شخصيتين شفتهم في فيلم وأثروا فيا.. كل واحدة فيهم فيها حتة مني.

 

الإتنين زيي تمام، السياسة بتحاوطهم من كل ناحية وكل واحدة منهم عايزة تهرب منها ومش عارفة تروح فين، جولي بتخرج وتقابل صاحباتها ومش بتلاقي نفسها وسطهم أبدا، وجوليا بتحاول كل يوم تتعلم حاجة جديدة.

 

جولي عدت التلاتين وكل إنجازاتها في الحياة إنها موظفة ومتجوزة زيي تمام، وجوليا إتجوزت أصلا بعد ما الكل فقد الأمل في إنها تتجوز.. برضه زيي تمام!

 

وكل واحدة فينا إتجوزت الراجل اللي كإنه متفصل تماما على مقاس أحلامها

يا ترى إيه الشيء اللي ممكن ينقذنا إحنا التلاتة؟!!!

 

أنا اللي عايشة في القاهرة 2013 وجولي اللي عايشة في نيويورك 2002 وجوليا الأمريكية اللي عايشة في فرنسا سنة 1949؟

 

الطبخ كان هو المنقذ.. جوليا اتعلمت الطبخ لأن كان عندها وقت فراغ كبير فعملت الشيء اللي يسعدها ويحسس جوزها بحبها.

 

وجولي بدأت مشروعها “جولي/جوليا” عشان كانت عايزة تلزم نفسها بحاجة تخليها دايما مشغولة وماتحسش بالفراغ والـ لاجدوى ومن خلال المشروع عرفت المتعة ووصلت للي كانت بتتمناه وهي إنها تبقى كاتبة ناجحة.

 

أنا بقى مش عارفة إزاي اندمجت في مشروعي ده.. بس اللي فاكراه إن كان في ليلة صعبة قوي مرت عليا.. كنا بعد الثورة بكذا شهر، وفي قلب معركة الانتخابات أولا ولا الدستور أولا. 

 

وكنت مندمجة بكل كياني في المعركة وبقرأ مقالات وبدخل مناقشات وبحاول أجذب أكبر عدد من الناس لوجهة نظري ومرة واحدة عيطت قدام شاشة اللاب توب.. فضلت أعيط وأنتحب لأكتر من ساعة. قفلت اللاب ودخلت المطبخ، 

 

وعملت شوربة سي فود وجمبري مشوي وجهزت طاجن المكرونة بأربع أنواع من الجبنة ومشروم بالزبدة وبودينج الأرز مع اللبن وفواكه مشوية مع صوص البرتقال ورتبت المطبخ. الليلة دي قضيت في المطبخ أكتر من 7 ساعات متواصلين، ولحظة ما خرجت من المطبخ أدركت إني لما كنت بطبخ مافكرتش ولا لحظة إيه الأهم الدستور ولا الانتخابات وساعاتها عرفت إن الطبخ هو اللي أنقذني.

 

من جولي وجوليا إتعلمت حاجة مهمة قوي.. اتعلمت إن الكتابة عن الطبخ مش كتابة درجة عاشرة، وإن كتب الطبخ مش أقل أهمية من كتب الأدب والسياسة.

 

دأب جوليا وكفاحها عشان تحقق كل الوصفات اللي في الكتاب قبل نشره علمني إن ما أديش وصفة لحد أو أسعى لنشرها بدون ما أجربها بنفسي، وإن دي أمانة ربنا هايحاسبني عليها. 

 

فرحة جولي بكتابها وسعادتها وهي بتقول “I’m a writer  ” إديتني ثقة في نفسي وحسستني إني بكتب في واحد من العلوم الإنسانية المهمة وإديتني ثقة في المستقبل.

 

لكن الشيء الأهم اللي اتعلمته من جولي ومن جوليا وشفته بنفسي، إن الأكل الحلو والاستمتاع بيه مع كل الناس اللي بنحبهم هو أكتر شيء مفرح ممكن نقابله في حياتنا كلها.

المقالة السابقةالجديد في المطبخ 2
المقالة القادمةذات البعدين

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا