روتين العناية بالشعر الكيرلي وأهم منتجات العناية بالشعر الكيرلي

1458

منذ أسبوع تقريبًا قررت الاشتراك في إحدى “جروبات” الشعر الكيرلي على الفيسبوك، والمهتمة بنظام معين، من خلاله ستحصل على شعر كيرلي طبيعي دون استخدام مكواه أو سيشوار. فقط عليك أن تترك كل ما اعتدت عليه من طقوسك للاعتناء بشعرك من مواد غير طبيعية. لم تكن المرة الأولى التي أدخل فيها على إحدى جروبات الفيسبوك، لأهتم بنصائح تخص العناية بالشعر تحديدًا، لكن حتمًا هذه المرة مختلفة.

منذ صغري وأنا أعاني من شعري تحديدًا، لم يكن لديَّ شعر ناعم كأختي الصغرى، وفي بداية مرحلة المراهقة قررت أمي أن تذهب بي إلى الكوافير، الذي نصحها بأن أقوم بتصفيفه عنده أسبوعيًا، لأن “شكله صعب” على حد قوله، وتخلت أمي عن الفكرة لأسباب اقتصادية، لكن ما علق بذهني وقتها أن شعري “شكله صعب”.

كبرت وأنا أحاول التغلب على ذلك، وبمجرد أن أصبح لي ميزانية مستقلة وضعت الكوافير كبند أساسي لا يمكن الاستغناء عنه، وأشعر بالثقة الشديدة في التعامل وأنا مصفَّفَة جيدًا وشعري ناعم.

ظللت لسنوات طويلة بهذا الشكل، تخليت عن ذلك في بعض الأوقات لأسباب اقتصادية أيضًا أو لأسباب تتعلق بالعناية بالصغيرة وضيق الوقت، لكنه ظل أولوية في المقابلات الهامة.

المختلف في هذه المحموعة التي انضممت إليها، أنني شعرت بأن هناك رحلة يخوضها أفرادها بأمانة ومصطلحات خاصة بهذه الرحلة، منها “الروتين” و”الأناناسة” التي نصنعها في شعرنا ليلاً حتى لا يفسد شكل الكيرلي.. مجتمع كامل قرر أن يخوض أفراده رحلة التغيير إلى الكيرلي، ووجدت نفسي متورطة في ذلك.

أحب الرحلات الذاتية التي بها نوع من التحدي، في اليوم الأول أصبت بالاكتئاب الشديد في الصباح وشعرى مهوش بشكل أفزع الصغيرة وأضحكها جدًا “إيه ده يا ماما؟!”، هذا كان تعليق الصغيرة على منظري في الصباح، نظرت في المرآة فوجدت شكلي بشعًا، حاولت التقاط صورة لنفسي لتسجيل الرحلة كما فعلت فتيات المجموعة، وأُمنِّى نفسي بتلك اللحظة التي سأحصل فيها على شكل جيد للكيرلي.

ظللت بمود سيئ جدًا وتذكرت أن لديَّ موعدًا مع والد مريضة سيقابلني للمرة الأولى، وأخذت أقول لنفسى كيف سأقنعه وأنا بهذا الشكل!

قررت بعد خمس دقائق أن أذهب للكوافير وأنهي هذه الفوضى، لكن صوتًا داخليًا أرغمني على استكمال الرحلة.

وباغتني صوت آخر منطلق من الناحية المهنية: كيف ستقابلين المرضى وذويهم بشعر منكوش؟ سيؤثر ذلك على صورتك، ستصبح مقاومتهم أعلى لك وستنخفض نتائج تحسنهم، وربما يذهب آباؤهم بهم إلى متخصصين آخرين، لأنك مجرد امرأة بشعر كيرلي.

قاومت الفكرة وحاولت تصفيفه، بشكل لم يعجبني أيضًا لكنه لم يكن بشعًا كما توقعت.

تزاحمت الأصوات بداخلي، ظللت وأنا أقود سيارتي أنظر للمرآة كل دقيقتين، وأسأل زوجي عن ملاحظاته على شعري في اليوم التالي، وهل يراه أفضل، وما العيب الكامن فيه، وكم ستستغرق الرحلة ليصبح مثل شعر فتيات الكيرلي الواثقات من أنفسهن، وهل يشعر بأنه يحبني بهذا الشكل أكثر من شعري الناعم الجميل! وكنت حريصة على أخذ إجابات دقيقة تفوق قدرات الرجال واحتمالهم.

لا أعلم إن كنت سأستكمل رحلة الشعر الكيرلي أم لا، لكن ما استفدته أن رحلة صورتي الذاتية ما زالت تمثل لي عائقًا، وأنها ما زالت مرتبطة بشكلي الذي تتحكم فيه بشكل كبير الصورة النمطية للمجتمع، وأن الأمر لم يُحسَم داخلي بعد كما توقعت.

أنا سعيدة لأنني ما زلت أكتشفني وأتأكد يوميًا أن الرحلة طويلة ولا تنتهي، والأصوات الداخلية السلبية أو التلقائية -كما يفضل البعض تسميتها- ستظل موجودة، لكن قدرتك على مقاومتها هي التي ستتحسن. فما زال بداخلي قدرة على التجريب والاستقرار في مساحات ربما تزعجني قليلاً، لكني بحاجة إليها.

أؤكد أن الأمر ليس موضوع الشعر الكيرلي كما يبدو، لكنه صورتك الذاتية وثقتك بنفسك، وهو ما كنت أعتقد أنني تجاوزته منذ زمن، لكني اكتشفت أنني بحاجة إلى رحلة أخرى للتصالح معه.

المقالة السابقةسيدة الصبر
المقالة القادمةإلى كل النساء اللاتي لم يحالفهن الحظ في  2107

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا