أنا والتفاصيل وهواك

362

كاميليا

 

"الحياة تكمن في التفاصيل" لكن لو شريك حياتك بيهتم فقط بعناوين الأخبار والخطوط العريضة.. هتتحول الجُملة اللي فاتت
لـ"الإحباطات تكمن في التفاصيل".
ودي حكايتنا أنا وعمرو يوميًا، الصراع الأبدي بين الاهتمام بعناوين الأخبار بس والاهتمام بتفاصيل الخبر، وكلّ واحد فينا بيعافر عشان
يجر التاني لمنطقته.

بس الحقيقة على آخر لحظة قررت أغيّر مسار المقال، من التفاصيل الرمادية للتفاصيل الملونة.

ليه بقي؟ أنا لسّه كنت هكتب عن اختلافنا في التعبير عن الاهتمام، عن المشاعر وعن توثيق التفاصيل والذكريات، عن مبدأ 1+1 = 2
ومبدأ الحكي.
لكن فجأة وأنا ببص بصّة ع الفيسبوك لقيت خبر زواج جورج كلوني من صديقته اللبنانية، وإنّه لم يكتف بإحضار خاتم خطوبة جاهز، بل
صممه بنفسه عشان خاطر عيونها، ثم انحني على قدم واحدة أمامها ليطلب يدها للزواج، تفاصيل دي ولا مش تفاصيل يا متعلمين يا بتوع
المدارس؟

شايفة ناس بتقول طيب ما ده سبب كافي عشان تحكي عن التفاصيل الرمادية، ونقعد نواسي في بعض وكده.
بس الحقيقة، إنّ الخبر ده فكرني بالتفاصيل الملونة، اللي كانت مليانة بالاهتمام، وفكرني بإن طلب زواجي الرسمي كان جوة السينما أثناء
عرض فيلم ديزني المفضل ليّ، وده بالنسبالي كان أكثر إبهارًا من قصر كلوني في كاليفورنيا وانحناؤه على قدم واحدة لطلب زواج
حبيبته اللبنانية.

فكرني إني متصالحة مع نفسي ومع عمرو رغم اختلاف طباعنا، وإنّ زعلي الحقيقي بيكون بسبب إنّي متضايقة من عوامل خارجية في
الشغل أو الحياة، فبمسك في التفصيلة البسيطة اللي نسيها يومها لجل النحس ما يكمل وأبني عليها دراما اليوم.

ده ميمنعش إن أي راجل في الكون محتاج كتالوج يمشي عليه في علاقته بشريكة حياته.. (هنتكلم عن الكتالوج قريب).
بعد كده مش هتوقع إنّك تفهم جملة "سيبني لوحدي" على إنّها "أنا عايزة أحكيلك".
وإن ديكور أوضة الليفنج أهم عندي من الليفنج نفسه.
إن مينفعش أصالحك بورد، مفيش راجل أصلاً ينفع تصالحيه بورد، #حقيقة_علمية.

مش غلطتك.. أنا عارفة إنّك متخيلتش أد إيه الاحتفاظ بتذاكر السينما وورق الشيكولاتة وتذاكر المترو ولفّة الهدايا، حاجات مهمة جدًا جدًا
في حياتي. بس أنا قدّرت جدًا إنّك بتحاول تتعايش مع النقطة دي تحديدًا، حتى لو بلمح في عينك نظرة إن الورق هيلم نمل ويا تري
هتعمل بيهم إيه.

م الآخر مينفعش أتعامل معاك بمبدأ التوقعات، لأني عارفة أد إيه الحياة بتمشي بسرعة، واتصالحت مع كوننا مختلفين في النقطة دي،
إنت لازم تمشي بنفس سرعة الحياة عشان تاخد بالك من الأساسيات الكبيرة في علاقتنا، وأنا تلقائيًا بقف كل شوية عشان أوثّق كل
الحاجات والتفاصيل الصغيرة اللي مينفعش تتوه في الزحمة.

أخيرًا.. أنا ممتنة جدًا لوش فنجان القهوة اللي بتسيبني أشربه من فنجانك، ولتقبّلك جناني غير المبرر أحيانًا.. لصبرك وطولة بالك ع العند
والجدل كل يوم.. لدخولك أفلام الكارتون اللي بحبها وإنت مش بتهتم بيها، ولتقبل انهياري التام لمّا النت يفصل وأنا عندي شغل.. لشغفي
بالتصوير ورغيي الكتير أوي أوي بالليل عن الشغل برضو.
لكل المشاعر الحلوة اللي بتوصلني مع الشيكولاتة والجيلي كولا، ولحفظك أهم تواريخنا على مدار 6 سنين.. وللتواريخ اللي نسيتها كمان.

عمومًا الحياة مش دايمًا بمبي، ولا عمرها هتكون، والنقار والعكننة والبوز إياه فقرة يومية مش هتختفي في كل مراحل العلاقة، وطبيعي
هتبقى فيه أوقات رمادي وكاروهات وأوف وايت، بس أنا وصلت لحل، حبّوا حياتكم سوا بسلاطاتها كده، خلّي الاهتمام بالتفاصيل الكبيرة
عليه، والتفاصيل الصغيرة عليكي.

المقالة السابقةالكب كيك البسيط بكريمة الورد
المقالة القادمةالجدار القبيح
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا