أنا سيئة

477

ظلت شهوراً تخدع أهلها مدعيةً أنها تذهب إلى الكلية وهي لا تفعل، فقط لأنها ترى أنه لا جدوى من التعليم الأكاديمي. وعندما اكتشف أهلها كذبها انقلبت معاملتهم لها رأساً على عقب، انقلبت من التدليل إلى الإهانة بكافة أشكالها اللفظية والبدنية،

 

لم يعودوا يثقوا بها، أخبروها أنهم كانت في نظرهم هرماً وانهار، اعتبروا أنها غير قادرة على التفكير السليم وبناءً عليه سلبوها حقها في اتخاذ القرار حتى في أبسط الأشياء كالأكل والملابس!

 

لقد وصم الأهل الفتاة بأنها سيئة فصارت ترى نفسها بنفس النظارة التي يرونها بها، اهتزت أو قل انعدمت ثقتها بنفسها، وأصبحت ترى نفسها إنسانة سيئة لا تستحق الحياة حتى أقدمت على إنهاء حياتها ولكن الله أراد لها الحياة. 

 

مرت السنوات وتدريجياً استعاد الأهل ثقتهم بابنتهم وأصبحت العلاقة بينهم “تبدو” عادية، وسارت بها الحياة من الدراسة إلى العمل إلى غير ذلك، لكنها ظلت لسنوات وسنوات مهزوزة الثقة بنفسها، تتوقع النقد دائماً من المحيطين بها في أي شئ تفعله أو أي كلمة تقولها،

 

وغالباً لم يكن هذا ليحدث ولكنها كانت هي التي تنقد نفسها على كل شئ فعلته وكان يمكن أن تفعله بشكل أفضل، وتلومها على كل خطأ ترتكبه ولو بسيط، ترى نفسها دائماً مقصرة في حق الله والناس، تضخم من أخطائها ولا تقيم لحسناتها وزناً كبيراً.

 

-لا نختلف أن الفتاة أخطأت بكذبها على أهلها، إلا أني أود أثير بعض التساؤلات:-

 

  • عندما يخطئ الإنسان، فهل هذا يعني أنه إنسان سيء؟ 

 

  • هل الإنسان = ماضيه فقط، حاضره فقط، مستقبله فقط؟ 

 

  • أم أن الإنسان = ماضيه + حاضره + مستقبله؟ 

 

  • لماذا يحكم الإنسان على نفسه ويحكم عليه الآخرون فقط من خلال ماضيه ومن خلال أخطائه التي ارتكبها في الماضي؟ أليس هناك أمل أن يصلح أخطاءه؟

 

  • وهل من حق أحد أن يحكم على أحد؟ من منا لم يخطئ؟ ومن منا يدري ما سيؤول إليه حال غيره أو حاله هو شخصياً حتى ينصب نفسه إلهاً يصنف الناس إلى “وحش” و”حلو”؟

 

  • هل هناك بشر لا يخطئ؟

 

  • عندما يتهم الإنسان نفسه دائماً أو يوصمه الآخرون بأنه إنسان سيء لأنه أخطأ، فهل هذا غالباً يخرج أحسن ما فيه أم أسوأ ما فيه؟
المقالة السابقةالشيكولاتة.. قانون البنات غير المكتوب
المقالة القادمةالعربية الأول وللا الحصان!؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا