ما زلت أذكر الصباح الذي فتحت فيه الفيس بوك لأجد الشاعر الجميل أمين حداد وقد كتب أنه فرح بقراءة كتاب رضوى عاشور الجديد..
كان إسم رضوى عاشور مرتبطا بإسم كتاب جديد لها كافيا لرحلة البحث عن الكتاب، والذى لم يكن متوفرا في كل المكتبات، وحده فرع الشروق في سيتي ستارز الذي يبيع الكتاب في الأيام الأولى لصدوره،
مما دفعني في إحدى الصباحات أن أذهب من حي أكتوبر حيث منزلي إلى هناك في ظل إعتصامات رابعة وكرهي الشديد لهذا المول التجاري وإغلاق الطرق. بعد ساعات طويلة قضيتها في الطريق إمتلكت الكتاب.
ظللت أقرأه قرابة الأسبوع، كلما توغلت في صفحاته إنتبهت إلى أنني سأفقد تلك المتعة الإستثنائية إذا أنهيته، فأتوقف عن القراءة لأحتفظ بالمتعة ليوم آخر.
كان إسم رضوى عاشور مرتبطا بإسم كتاب جديد لها كافيا لرحلة البحث عن الكتاب، والذى لم يكن متوفرا في كل المكتبات، وحده فرع الشروق في سيتي ستارز الذي يبيع الكتاب في الأيام الأولى لصدوره،
مما دفعني في إحدى الصباحات أن أذهب من حي أكتوبر حيث منزلي إلى هناك في ظل إعتصامات رابعة وكرهي الشديد لهذا المول التجاري وإغلاق الطرق. بعد ساعات طويلة قضيتها في الطريق إمتلكت الكتاب.
ظللت أقرأه قرابة الأسبوع، كلما توغلت في صفحاته إنتبهت إلى أنني سأفقد تلك المتعة الإستثنائية إذا أنهيته، فأتوقف عن القراءة لأحتفظ بالمتعة ليوم آخر.
تمزج رضوى عاشور في هذا الكتاب بين سيرتها الذاتية وذاكرة الوطن، ترى الصورة من عينها بشكل أبهى، تدخل معها إلى ميدان التحرير حيث تراه بشكل آخر، حتى الأشخاص الذين أعرفهم في الحقيقة وليست لدي علاقة حميمة معهم أراهم كما كتبت عنهم.
"لن تنتبه أنني في السابعة والستين، لا لأن الشيخوخة لا تبدو بعد على ملامحي.. ولا لأنك لو طرقت بابي الآن ستفتح لك الباب إمرأة صغيرة الحجم نسبيا ترتدي ملابس بسيطة.. شعرها صبياني قصير، وإن كان أبيضه يغلب أسوده، يكاد يغيبه.. ليس لهذه الأسباب فحسب، بل لأن هذه المرأة وأعني رضوى، ما أن تجد الشارع خاليا نسبيا، حتى تروح تركل أي حجر صغير تصادفه بقدمها اليمنى، المرة بعد المرة في محاولة لتوصيله إلى أبعد نقطة ممكنة.
تفعل كأي صبي بقال في العاشرة من عمره يعوضه ركل الحجر الصغير عن ملل رحلاته التي لا تنتهي لتسليم الطلبات إلى المنازل، وعن رغبته في اللعب غير المتاح لأنه يعمل طول اليوم.. تأخذها اللعبة، تستهويها فلا تتوقف إلا حين تنتبه أن أحد المارة يحدق فيها بإندهاش".
تفعل كأي صبي بقال في العاشرة من عمره يعوضه ركل الحجر الصغير عن ملل رحلاته التي لا تنتهي لتسليم الطلبات إلى المنازل، وعن رغبته في اللعب غير المتاح لأنه يعمل طول اليوم.. تأخذها اللعبة، تستهويها فلا تتوقف إلا حين تنتبه أن أحد المارة يحدق فيها بإندهاش".
ربما هذا المقطع البديع هو أحد أسباب بحثي الجنوني عن الكتاب، أسماني أبي رضوى على إسم رضوى عاشور، ولم أهتم أبدا بالقراءة للكاتبة إلا منذ أربعة أعوام أو ربما أكثر قليلا،
بدأت بإقتناء كتاب ثم أصابتني اللوثة فإشتريت جميع كتبها، عشت أياما مع روايتها الأروع "الطنطورية"، حيث أعيد قراءة تاريخ فلسطين من منظور الأشخاص في الرواية.
بدأت بإقتناء كتاب ثم أصابتني اللوثة فإشتريت جميع كتبها، عشت أياما مع روايتها الأروع "الطنطورية"، حيث أعيد قراءة تاريخ فلسطين من منظور الأشخاص في الرواية.
لكن يظل كتاب "أثقل من رضوى" يدفعني إلى أن أبحث عن التمرد داخلي، والذى يخبو في لحظات كثيرة، أذكر نفسي أن تلك المرأة كانت تتمرد حتى على لحظات الضعف الإنسانية التي تصيبها في المرض فتصبح أقوى.
نادرا ما تجد كتاب يشعرك بدفقة من المشاعر المختلطة، ما بين اللذة والدافعية للتغيير والتحدي والسكينة.. "أثقل من رضوى" كتاب يستحق القراءة.