100 سؤال وسؤال

559

 

بقلم: أحمد فراج

 

دايمًا كل واحد من يوم ما بيتولد، لحد ما بيموت، بيبقي عنده أسئلة محيراه مش لاقي لها إجابات. منها اللي بتلاقي له إجابة ومنها اللي ممكن تعيش حياتك كلها وتموت من غير ما تلاقي إجابة ترضي عقلك. أنا كان عندي أسئلة حيرتني فترة طويلة وعرفت إجابتها وأسئلة لسه ملاقيتش ليها إجابة، وأسئلة لسه ماجتش في خيالي هتحيرني قدام بعد كده.

  •  أسئلة حيرتني وعرفت ايه إجابتها:
  • هي الشمس بتروح فين لما بتغيب؟ وهي لما بتغيب بتنام فين؟
  • هم الناس اللي جوا التليفزيون دول دخلوا جواه ازاي؟
  • هو ايه الفرق بين الولد والبنت؟
  • هو أنا ليه ما تولدتش كبير؟
  • اشمعني باباي لما بياكل سبانخ بيبقي قوي وأنا لأ؟
  • ليه tom  بيجري من jerry  مش العكس؟
  • ليه الأرانب مش بتتكلم زيbugs bunny؟
  • هي السما لما بتشتي بتبقى بتعيط؟ ولو بتعيط مين اللي زعلها؟

 

وشوية أسئلة تانية أكيد أنا مش فاكرها؛ لأني كنت طفل صغير في الوقت اللي كنت بفكر فيه كده. بس لما كبرت شوية وعرفت إجابات الأسئلة اللي فاتت تغيرت نوعية الأسئلة وبقت أسئلة أكثر صعوبة.

  • ازاي الصوت بيتحط على شريط الكاسيت؟
  • ازاي التليفون بيشتغل؟
  • ليه بابا بيقول على اللي بيشربوا سجاير صيع مع أن جدو بيشرب سجاير؟
  • ليه عادل إمام في فيلم شمس الزناتي هو الوحيد اللي مامتش؟
  • ليه دايمًا بابا كان بيقول لي ما تصاحبش حد أكبر منك مع أن كل صحابه كبار؟
  • الواحد لما سنانه بتسوس السوس ده بيجي منين؟ وليه بيجي من الحلويات بس ما بيجيش ليه من المحشي مثلًا؟
  • ليه ماما بتقولي لو ما خلصتش طبقك مش ها تكبر وبابا مش بيخلص طبقه وكبر؟

 

وغيرها برضه. طبعًا زمانك دلوقتي بتقول ايه الهيافة دي وأنا برضه بقول كده بس بالنسبة لطفل لسه ما دخلش ثانوي فهي أسئلة صعبة جدًا.

بس ليه معظم الاسئله دي لما كنت بسألها لحد كبير مكنتش بلاقي عنده إجابة؟ هل علشان هو فعلًا مش عارف ايه الإجابة ولا علشان مستهيف أنه يرد؟

ليه أي سؤال كان بيجي على بالي مكنتش بلاقي إجابته عند أهلي، بس كنت بلاقي الإجابة في الشارع. واتبنت ثقافتي وأنا في المرحلة الحرجة دي من الشارع بمساوئه قبل مميزاته، وبقيت بشكل تلقائي كل ما يخطر على بالي أي سؤال أو لما بقيت بحب أجرب أي حاجة بجري على الشارع وأعرف الإجابه اللي أنا محتاجها. وده خلاني أتجاوز مراحل كتير كان المفروض أني أعدي عليها. وبقيت باخد معلومات مغلوطة من المكان الغلط، وده رسخ جوايا مبادئ كتير غلط.

عادةً لما الواحد بيكبر شوية بيبدأ يكتشف أن كل ثاقفته الشخصية دي اتبنت بشكل غلط فيبدأ يصلحها وده بياخد وقت ومجهود كبير؛ علشان ينجح في أنه يوصل للشخصية المعتدلة الوسطية. وفي اللي لما بيكتشف الغلط ده بيتحول لشخص متزمت جدًا، متعصب لفكره الجديد في اعتقاده أنه كده بيصحح الغلط اللي وقع فيه قبل كده، مع أنه كده بيهرب من تعصب إلى تعصب آخر. وفي كلا الحالتين بيظل التعصب قائم لأنه ما غيَّرش من تعصبه شيء؛ هو بس غير نوع الفكرة اللي هو متعصب لها.

وفيه اللي بيفضل متعايش مع أفكاره الفاسدة اللي كبرت معاه، وبيبدأ في لعب دور المدرس لما يبكر وينقل أفكاره المسمومة للي أصغر منه كنوع من رد الجميل. زي ما لقى اللي يسمم دماغه هو برضه بيسمم دماغ غيره. وفيه اللي بيفضل أصلًا قافل على نفسه ومش شاغل باله باللي بيحصل حواليه من صغره لحد ما بيكبر، وده بيبقى أسهل فريسة بتقع تحت يد أي حد يشكلها بالطريقة اللي هو عايزها.

 

علشان أي إنسان يقدر يكون فكره الخاص؛ لازم يفكر بعقله هو مش بعقل حد تاني. مش بناء على تفكير وتجارب شخص تاني؛ لأن مش كل الناس بتفكر بنفس الأسلوب، ولا ردود أفعال البشر بتكون واحدة في أي موقف.

 

مراجعة لغوية: عبد المنعم أديب

المقالة السابقةدعاء السكينة بين الواقع والخيال
المقالة القادمةمن داخل الغرف المغلقة
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا